٣ - التربية الإنكليزية: تأليف الأستاذ محمد عطية الأبراشي
للأستاذ محمود الخفيف
يعتبر مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه من أهم الحوادث في تأريخ الإسلام، إذ كان مقتله نتيجة ثورة عاصفة عاتية، نسى فيها الثوار - والإسلام في مستهل ضحاه - ما نهى عنه دينهم من قتل النفس التي حرم الله، وامتدت أيديهم الأثيمة في غير تردد أو اضطراب إلى عثمان بن عفان خليفة الرسول، وزوج ابنتيه، وأحد السابقين الأولين الذين جاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، وسال دم الخليفة الشيخ في عقر داره، فلن يشن على أحد غارة أو يشهر في وجه أحد سيفاً، مما ضاعف بشاعة الجريمة، وزاد تلك المأساة هولاً ونكرا.
ولقد انطوت تلك المأساة على معان كثيرة، فهي وليدة عدة عوامل، ثم هي أول حادث من نوعه في الإسلام؛ ترى فيها ثورة سياسية، مازالت تنمو حتى انقلبت إلى فتنة ثم إلى الطغيان.
وفي هذا الكتاب الذي ألفه الأديب محمود الغزاوي ترى دراسة واضحة لتلك الثورة وتصويراً قوياً لما انتهت إليه من مأساة. مهد لموضوعه بمقدمة مبينة عن الخلافة وما كان من أمر تولية أبي بكر وعمر، ثم وضح ما حدث من الشورى بعد موت الخليفة الثاني، وأخذ بعد ذلك يدرس عوامل الفتنة فأشار إلى العداوة القديمة بين الهاشميين والأمويين؛ ثم درس سياسة عثمان وبين عوامل الثورة، وشرح حال الفتنة في الأمصار وصور في الخاتمة المأساة.
فالكتاب يعطيك فكرة جلية عن هذا الحادث التاريخي، وهو مجهود جدير بالثناء، نرجو أن تعقبه مجهودات أخرى للغزاوي فهو رجل نشاط وأدب. وأريد ألا أختم الحديث عن كتابه دون أن أشير إلى بعض هفوات لا تتفق وما عرف به من فطنة وحصافة، فهو في صفحة ١٣ بينا نراه يحار بين أمرين في تلمس العلة في عدم توصية النبي لأحد بالخلافة، نراه في