للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب في الأسبوع]

الهجرة

يا نبي الله!!

إن الإسلام قد قعدَ به أهلهُ، والزمنُ بالناس يعدو، والحياةُ في العالم فكرٌ يتحقق، وهي عندنا حلمٌ يتبدد، هذه أُمتك تملأُ الارض، ولكن قد فرغت قلوبها من الإيمان والإيمان في دينك قولٌ وعملٌ، كانت به المعجزةُ الإسلامية ولكنه عندنا قولٌ وجدلُ، تكون به الفرقة الجاهلية. . .

فاللهمَّ هِجْرةً كهجرِةَ نبيِّكَ بالعزِم والإيمان

اللهمِّ جهاداً كجهادِهِ يُجدِّد القلوبَ والأوطان

الشباب والأدب

الطفل حياةٌ صغيرة غضه لينة تقبل التشكل وتطاوع على ضغط البيئة التي تكتنفها وتطيف بها وتميل عليها؛ وبيئة الطفل هي أخلاق أبويه، ومعاملتهما وحديثهما وما يحيط بهما من الأقارب والأصحاب والخدم وكل من يعود البيت من زواره. وقد حمل الإنسان طبيعة التشكل من أول عمره ليكون بعد إنساناً اجتماعياً مقتدراً على التصرف في نظام الجماعة بما لا يخرجه من جوها ويقذفه وراء حدودها التي ضربتها عليها الأحوال الاجتماعية التي يتميز بها الجيل من الناس الذين يعاشرهم. وتتصل بهذه الطبيعة من قريب طبيعة أُخرى هي التقليد، ليسوغ له أن يثقف الحياة ويتلقف أسبابها وطرائقها وأساليبها في مدى قصير، فلا ينقطع دون إدراك الطلائع الإنسانية السابقة التي بدرت أمامه في الحياة ومارستها وعملت لها وجددت فيها بعض ما يمكن تجديده في نظام الجماعات. ولا يزال الإنسان - من أول عمره - خاضعاً خضوعاً تاماً لهاتين الطبيعتين ولقانونهما المستبد، حتى يأتي عليه زمان يستطيع أن يتحرر في بعض نواحيه بالخضوع لقانون آخر هو قانون الاستقلال الفكري والعملي الذي تقوم عليه رجولة الإنسان وقوته، ولكنه مع ذلك يبقى أبداً متلبساً بأسباب القوانين الأولى التي تخضعه في بعض النواحي للتشكل والتقليد في زحمة الجماعات وضغطها وتأثيرها. فهو إذن لا يبلغ مرتبة الاستقلال إلا بعد أن يكون قد قبل من الأشكال - بالضعف والتقليد - ما لا يستطيع أن ينفك منه أو أن يتفصى من قيوده التي

<<  <  ج:
ص:  >  >>