للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[أخرسوا هذه الأصوات الدنسة]

للأستاذ سيد قطب

(مهداه إلى وزير الدولة وضباط القيادة)

محطة الإذاعة المصرية لم تشعر بعد بأن هناك ثورة في هذا البلد. وقد ظل إدراكها لمعنى الثورة محصوراً في إضافة بعض إذاعات جديدة إلى البرنامج العادي، قائمة على جهد فردي بحت. لا علة أساس انقلاب أساسي في عقلية الإذاعة!

وهذا طبيعي. فغن العقلية المشرفة اليوم على المحطة هي بذاتها العقلية التي كانت تشرف عليها منذ نشأتها

ومكلف الأشياء ضد طباعها ... متطلب في الماء جذوة نار

إن الأصوات الدنسة التي ظلت تنثر على الشعب رجعها خلال ربع قرن من الزمان هي ذاتها التي تصبها الإذاعة على هذا الشعب صباً، وتكثر من عرض أشرطتها المسجلة بحجة أن الجماهير تحب هذه الأصوات

والجماهير تحبها نعم! كما أن هذه الجماهير تحب المخدرات! ولكن واجبنا اليوم هو حماية هذه الجماهير من الأصوات التي تحبها كما نحميها من المخدرات التي تحبها كذلك. وأجبنا هو أن نصون ضمائر الناس وأخلاقهم من التميع والشهوات المريضة، - المعذرة للرجولة والأنوثة - التي ينفثها في أرواحهم مخلوقات شائهة بائسة كعبد الوهاب ومحمد فوزي وفريد الأطرش وعبد العزيز محمود وليلى مراد ورجاء عبده وفايدة كامل وشهر زاد وأمثالهم.!

إن هذه الطابور المترهل الذي ظل يفتت صلابة هذا الشعب ويدنس رجولته وأنوثته، وهو المسؤول عن نصف ما أصاب حياتنا الشعورية والقومية من تفكك وانحلال في الفترة الماضية

إن فساد فاروق وحاشيته، ورجال الأحزاب ومن إليهم، لم يدخل إلى كل بيت، ولم يتسلل إلى كل نفس. أما أغاني هذا الطابور وأفلامه فقد دخلت إلى البيوت، وأفسدت الضمائر، وحولت هذا الشعب إلى شعب مترهل لا يقوى على دفع ظلم أو طغيان. وعبد الوهاب ينفث في ورعه أن الدنيا سيجاره وكاس!

<<  <  ج:
ص:  >  >>