ابن السعود، وهو يحكم منطقة تعادل المناطق المجاورة له جميعها، ويملك جيشاً كبيراً مجهزاً بالأسلحة الحديثة، ويستمتع بشهرة عظيمة بين الممالك الإسلامية بمقدرته على حماية الأماكن المقدسة، سيكون له تأثير كبير ونفوذ دائم على الشرق الأدنى
لذلك يلجأ إليه كل من تحدثه نفسه بالشئون السياسية في تلك البلاد
وهو رجل قوي رزين لا يطلع أحداً على أسراره، حتى أخص أصدقائه ومعاونيه أمثال عبد الله الفادي وحافظ وهبة
وابن السعود مسلم محافظ يحكم بقواعد القرآن وتعاليمه. وهو لا يشرب الخمر ولا يدخن، ويؤدي فروضه الدينية خمس مرات في اليوم. ويزيد طوله قدماً على المستوى المألوف في الرجال. جميل الطلعة ذو لحية وأنف طويل، وفم عريض يدل على القوة والمرح
وقد مرض مرضاً طويلاً أصاب إحدى عينيه، حتى لا يكاد يبصر بها. أما فيما عدا هذا فهو قوي صحيح لم يؤثر فيه الكفاح بحال من الأحوال
وهو رجل ثابت كالطود يطيل التفكير فيما يعرض عليه، ويتكتم أموره عن كل إنسان حتى ليتساءل الناس ماذا عسى أن تكون نياته في مشكلة فلسطين
ومن المعروف عنه قوله: (إنني مسلم أولاً وعربي ثانياً) وحياة ابن السعود جهاد مستمر في توجيه قوى العرب نحو المصلحة العامة. وهو يعمل بجد لإزالة العراقيل التي يضعها الشيوخ في سبيل تنفيذ مبدأ ضم الدول الصغيرة في الشرق الأدنى
ويبلغ الملك ابن السعود الآن الثامنة والخمسين من عمره، وينحدر من سلالة سعود العظيم الذي أحرز ملك العرب في أواخر القرن الثامن عشر. وقد تبع والده في منفاه بالكويت حين أمر بنفيه ابن رشيد حاكم الكويت
وما كاد يبلغ ابن السعود العشرين حتى ترأس فريقاً من البدو وهاجم الرياض واحتل حصونها. وبضربة واحدة استطاع أن يضع نصف نجد تحت إمرته. . . وقد كان هذا في أوائل القرن العشرين!
وما زال ابن السعود ينال انتصاراً يتلوه انتصار في ميادين الحرب والسياسة حتى تغلب