أجازت الحكومة المصرية في الشهر الماضي لشركة (راديو) الأمريكية أخذ فلم عن الحياة المصرية وتطوراتها من نوع الأفلام التي تخرجها هذه الشركة بعنوان (دورة الزمن) ولقد شهدنا عدة أفلام من هذا النوع نذكر منها فلماً جميلاً عن تركيا؛ والرأي الذي استخلصناه بعد رؤية عدة حلقات من (دورة الزمن) أن هذه الأفلام تقوم على أساس تاريخي صحيح وأنها ليست من نوع أفلام الدعاية الهزيلة أو من نوع الأشرطة الأخبارية العادية. على أننا نشفق مع ذلك أن تخطئ الشركة المصادر التي تستقي منها مادة الفلم أو أن تعتمد على ما تلفقه عادة الأفلام الأجنبية عن مصر وشعبها؛ وكثيراً ما رأينا القوم يصوروننا قبائل رحلا في بلد صحراوي تناثرت فيه بعض المدن المليئة بالمآذن والقباب، وفيما عدا ذلك فرمال وجمال وخيام. فلعل أولي الأمر لا تفوتهم مباشرة هذه الحقائق ومعالجتها بما يكفل لنا كرامتنا ولتاريخنا وقائعه الصحيحة
ولهذه المناسبة أذكر كثيراً من الأفلام التي مسخت الحوادث وشوهت من حقائق التاريخ فأساءت إلى بعض الشعوب. وأول ما يعنينا من هذه الأفلام فلم مصري حديث الإنتاج كان من شخصياته الرئيسية شخصية كسرى وقد أخرجت بشكل مزر غضب له إخواننا الإيرانيون. وقد كتبت رأيي في هذا الفلم في العام الماضي من تقرير قدمته إلى لجنة تشجيع السينما بوزارة الداخلية طلبت فيه منع مثل هذه الأفلام وهذا الفلم على الخصوص الذي حاول أصحابه أن يعرضوه على رغم حقارته بمعرض البندقية الدولي. وقد صادرت الحكومة هذا الفلم ولكنها مصادرة جاءت متأخرة
نقدم مثل هذه الإساءة إلى قطر صديق في غير ضرورة يبيحها الفن أو الذوق أو حتى التقدير التجاري. وقبل عرض هذا الفلم بزمن قصير يحمل لنا البرق خبر شجار كبير حدث في إحدى دور العرض بأمريكا الجنوبية بين جماعة من الأهالي وفريق من إخواننا السوريين المستوطنين هناك عند عرض شريط عن مصر قابله الأمريكيون بسخرية استفزت إخواننا السوريين فثاروا لكرامتنا وقابلوا المعتدين بالضرب
نسمع هذا في الوقت الذي نقدم فيه هذا المثل غير اللائق لإيران