احتفل مجمع فؤاد الأول للغة العربية يوم الاثنين الماضي لاستقبال العضوين الجديدين: معالي الأستاذ علي عبد الرزاق والأستاذ إبراهيم عبد القادر المازني؛ ففي الساعة الحادية عشرة من صباح ذلك اليوم وفد على دار المجمع - عدا أعضائه - جمهور غفير م رجال العلم والأدب وبعض السيدات والآنسات، وبعد أن أفتتح معالي رئيس المجمع جلسة الاستقبال بالترحيب بالعضوين وقف الشيخ عبد الوهاب خلاف عضو المجمع ليقدم الأستاذ علي عبد الرزاق فقال أنه تثقف في الأزهر وتتلمذ على الشيخ محمد عبده الذي كان يبث في تلاميذه إلى الدروس العلمية، روح الحرية في التفكير والإصلاح، وانه كان يتردد على الجامعة المصرية وكان إلى جانب ذلك يجتمع بالأعلام في (ندوة آل عبد الرزاق) فاجتمع له من كل ذلك مزيج من الثقافة والإسلامية والثقافة الحديثة، ثم تحدث عن جهوده في الدراسات الإسلامية والأبحاث الأدبية واللغوية. وقد أفاض الأستاذ خلاف في الحديث عن الإصلاح الديني الذي دعا إليه الشيخ محمد عبده والذي صاحب إنشاء مدرسة القضاء الشرعي ومعهد الإسكندرية، كما أفاض في بعض المسائل الفقهية التي أهتم بها الأستاذ على عبد الرزاق.
ثم نهض الأستاذ على عبد الرزاق فقال أن أول ما يخطر على البال في هذا المقام هو ذكرى سلفه الذي حل في كرسيه وهو المرحوم الدكتور على إبراهيم باشا، ورثاه رثاء موجزا ثم توجه بالثناء إلى المجمع الذي حباه بعضويته، وقال أنه يشعر بالانشراح لرجوعه بذلك إلى مرحلة سعيدة من حياته عقب تخرجه في الأزهر حين أقبل على البحث في اللغة العربية وآدابها إذ تصدى لتدريس علم البيان وآداب العربية في الجامع الأزهر، وقد جذبته الظروف بعد ذلك إلى أنواع من الدراسات، وقال أنه كانت تشغله في تلك المرحلة مشكلات في النحو وفي البلاغة، إذ شعر بان في القواعد التي وضعها علماء النحو شيئا من التكلف جعلها معقدة ومتعسرة، وانه لا يبعد على من يواصل البحث أن يهتدي إلى استنباط قواعد جديدة للنحو الغربي، أما البلاغة فقال أنه وجد علماءها لا يختلفون في أن الغرض الأول من علوم البلاغة إنما هو اكتشاف الوسائل التي بها يستطيع المتكلم أن