لقيتها منذ عام واحد صبية أقرب إلى أن تكون طفلة. كانت في السنة الرابعة الابتدائية، تلميذة لأحد الزملاء. . . وكان معي حينما تقدمت هي إليه لتحييه تحية التلميذة للأستاذ في الطريق، وسلمت عليّ معه في براءة.
واليوم لمحتها. لا في الطريق، ولكن في محل عام من محال (السندوتش) وغير السندوتش أيضاً! لم تكن وحيدة. كان معها رفيق تلمع على كتفيه نجمة. . . قلت لعله أخوها أو قريبها فما تجرؤ طفلة على الجلوس هكذا في ركن منعزل خفي عن الأنظار، مع غير قريب!
ولم ألق بالا إلى الأمر بعد النظرة الأولى. ولكن ماذا؟ هاأنذا أسمع أصواتاً فيها شيء. شيء غير حديث الأخوة أو الأقرباء أو ممكن هذا؟ أو يكون؟
نعم يكون فنحن في الجيل الجديد!
لم تكن قد رأتني بعد كما رأيتها، لقد كانت مستغرقة فيما هي فيه. ولكن هاهي ذي تراني. . . وأقول الحق كي لا أظلمها. . . لقد خجلت وتوردت وجنتاها! أم لعلها قد توردتا لسبب آخر؟
على أية حال لقد همست له، وهمس لها. ثم إذا هما ينسحبان. . . أأَكون قد عكرت عليهما الجلسة (البريئة). . .؟ ربما أكون!
٢ - عذراء
كان يقف في محطة الترام، وقد غاب. كان يقطع الطوار جيئة وذهوباً من ملل الانتظار. وفجأة يرفع عينيه إلى شرفة المنزل الفخم المقابل فتقع عينه على فتاة.
لم يكن يريد شيئاً حينما رفع يده يمر بها على موضع شاربه! كانت حركة آلية شبه غريزية في هذه المفاجأة. ولكنه وجد يدها ترتفع بالتحية، ولما كان الموقف كله هزلا في نظره، فقد تحرك حركة غريزية أخرى، حرك إصبعه للاستدعاء!