للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

البراجماتزم

الأستاذ يعقوب فام

أصدرته لجنة التأليف والترجمة والنشر

بقلم الأديب ت. الطويل

يقول الأستاذ الجليل أحمد أمين في المقدمة التي مهد بها لقصة الفلسفة اليونانية: (لا بد للأديب الحق من وقوف تام على علم النفس وعلم الاجتماع وعلم الجمال وبالجملة على فروع الفلسفة، فذلك يجعل نتاجه أقوم، وتفكيره أعمق، وأفقه أوسع، ومنابع تفكيره أغزر، ويحمله على أن يفلسف الأدب؛ ولا يتسنى ذلك إلا إذا أَدَّبنا له الفلسفة).

وقد أدب الأستاذ وزميله الفلسفة اليونانية فأحسنا تأديبها، والتزما في عرضها مسالك الأدب في الكشف عن خواطره في أسلوب يجمع بين السلاسة والرصانة. واستفرغا الوسع في العمل على رفعة القارئ إلى مستوى الكاتب. . . ثم أخرج الأستاذ يعقوب فام كتابه في (البراجماتزم) وسلك فيه مسلك العلماء في تبيان خواطرهم وعرض آرائهم. وتبسيط المعقد من أفكارهم. لم يقف حيث هو في ذروته ويمد يده إلى القراء ليرفعهم إليه ويعلو بهم إلى مستواه. بل هبط إليهم وتبسط معهم وأخذ يتألفهم ويترضاهم في إسراف - قد يدعو إلى الملل أحياناً - رغبة منه في اكتساب مرضاتهم عنه حتى يقبلوا اصطحابه إلى حيث يعيش. . فأنت تقرأ الكتاب فلا تحس وأنت ماض بين صفحاته إلا أن الأستاذ يعقوب مدرس يلقى على تلامذته الصغار درساً في الفلسفة، فهو مشفق عليهم من وعورة مسالكها وظلمة سراديبها ورحابة آفاقها، يعرضها عليهم فكرة بعد فكرة في تفصيل وإطناب، ولا يترك رأياً إلا دار حوله بعد الإسهاب في شرحه متوهماً أن بعض التلاميذ لا يزالون يعالجون الفهم فيستعصي عليهم، ولكنه يعود فيتذكر أنه يكتب كتاباً ستتناوله أيدي فئات من القراء تتفاوت في المدارك قوة وضعفاً، فيتعذر لقارئه عن الإطالة ويستأذنه في المضي إلى طريقه؛ ويعود سيرته الأولى موضحاً رأيه بأسلوب يمتاز بالسهولة والبساطة وإن لازمته الركاكة، ويسوق لتلامذته الأمثلة المستمدة من حياتهم اليومية، حتى إذا فرغ من شرحه عاد

<<  <  ج:
ص:  >  >>