١ - عرفتُ من كلمة الأستاذ (ا. ع) كيف كان وجه الخلاف بيني وبين حضرة صاحب العزة العوامري بك يوم تعقبته في جريدة (البلاغ) بمناسبة الكلمة التي نشرها في مجلة المجمع اللغوي عن (التجديف) وكنت ظننت أن تعقيبي كان يرمي إلى إقرار كلمة (التقذيف) لأن ورودها في مؤلفات الشعراني بهذا الضبط يشهد بأن المصريين لا يقولون (تجديف) إلا كما يقولون جال في مكان قال، وأهل اليمن ينطقون القاف جاف، وعلى سنتهم يسير بعض أهل الصعيد وبعض أهل الشرقية
وأختصر الطريق فأقول: يرى العوامري بك أن التجديف والتجذيف والتقذيف كلها خطأ، والصواب: الجدف والجذف والقذف.
فهل أرجو من الأستاذ (ا. ع) أن يحكم بيني وبين العوامري بك؟
إليه أقدم البرهان فأقول:
الجدف أو الجذف أو القذف لا يصور الحركة التي يثيرها المجداف أو المجذاف أو المقذاف. والعرب لا يضعفون الفعل إلا وفقاً لغريزة لغوية تجعل الفعل المضعف أصرح دلالة في تعيين المعنى المراد، ومصدر المجرد لا يؤدي الصورة التي يؤديها مصدر المضعف، فقطع الحبل غير تقطيع الحبل، والمقذاف لا يَقِذف وإنما يُقذِّف، كما تشهد عملية التقذيف
أما القول بأن كلام الشعراني لا يغني في الاستشهاد فمردود بأني لم أقصد الاستشهاد وإنما قصدت الاستئناس، والشعراني يحكي كلاماً صحيحاً لا غبار عليه، إلا في نظر المتكلفين، وحوشي العوامري بك من التكلف، فهو من أعضاء المجمع اللغوي، وهم رجال يبيحون الاستئناس بكلام العوام في مختلف اللهجات!
وسكت الأستاذ (ا. ع) عما قلت به من استيطان الألفاظ، والاستيطان هو الاستوطان، ولعنة الله على الإعلال فهو إعلال!
فهل يكون سكوته دليل القبول؟
٢ - لما جمع الأستاذ السباعي بيومي فخوراً على فخورين تعقبه (ناقد جليل) بكلام يأخذ