(سقط من المقالة الثانية والثلاثين المنشورة بالعدد الماضي من الرسالة، بعض عبارات خفي فيها بعض المعنى؛ كما وقع بها بضعة أغلاط مطبعية ابتعدت بها قليلاً عن النهج؛ فنعتذر من هذا وذاك إلى قرائنا، راجين ألا تلزمنا الضرورة مرة أخرى أن نعود إلى مثل هذا الاعتذار)
سعيد العريان
مقالاته للرسالة (٤)
كان فيما تحدث به صديقنا المهندس الأديب محمد؟ إلى الرافعي من أسباب عزوبته أن الزواج عنده حظ مخبوء، فإنه ليخشى أن يحمل نفسه على ما لا تحتمل من العنت والمشقة في سبيل إعداد ما يلزم للزواج، ثم تكون آخرة ذلك أن يجلوا عليه فتاة دميمة لا يجد في نفسه طاقة على معايشتها ما بقي من حياته، أو فتاة فاسدة التربية لا يدخل بها على زوجته ولكن على معركة. . .
وقد ظل هذا القول عالقاً بذهن الرافعي يلتمس الوسيلة إلى تفنيده والرد عليه، حتى وقع على قصة أحمد بن أيمن (كاتب ابن طولون) فأنشأ مقالة (قبيحٌ جميل) وهي القصة الثانية مما أنشأ الرافعي لقراء الرسالة؛ وهي الحلقة الخامسة من سلسلة مقالاته في الزواج، وفيها توجيه معتبر للحديث الشريف:(سوداءُ ولودٌ خير من حسناء لا تلد!) يسلك هذه المقالة في باب (الأدب الدينيّ) الذي أشرتُ إليه في بعض ما سبق من الحديث.
ثم كانت الحلقة السادسة هي قصة (رؤيا في السماء)، وتتصل بما سبق من المقالات بأسباب، على أنها تتحدث عن الزواج بمعناه الأسمى، وتدعو إليه الدعوةَ الإنسانية التي