[أسامة بن منقذ وشعره]
للأستاذ أحمد أحمد بدوي
(تتمة)
ولأسامة نظرات صائبة في الحياة، أوحي إليه بها تجاربه، وطول عمره، وما تلب عليه من حوادث الزمان وعبر الأيام.
يرى أسامة لكل شيء في الحياة نهاية، فلا بقاء لأمر، ولا خلود لحادث، فللسرور غاية ينتهي إليهما، وللأحزان حد تقف عنده، وإذا كانت الحياة تجري على هذا المنوال، فمن الواجب استقبال حوادث الأيام بحسن الصبر، وقلة الأهتمام، فإن الشدائد إذا كانت ستنقضي وتزول، فمن البعث أن يزيد المرء في الآم نفسه:
خفض عليك، فللأمور نهاية ... وإلى النهاية كل شئ صائر
فاستقبل صروف الزمان بالصبر:
رالق إذا طرق ... ن بقلب محتسب صبور
بل إن هذه النظرة تنتهي بصاحبها إلى قلة الاكتراث بما في الحياة من سعادة أو شقاء:
لما رأيت صروف هـ ... ذا الدهر تلعب بالبرايا
يعلو بها هذا، ويهبط ... ذا، وقصرهم المنايا
ورايته مسترجعاً ... نزر المواهب والعطايا
متغاير الأحوال مخـ ... تلف الضرائب والسجايا
لا نعمة فيه تدو ... م ولا تدوم به البلايا
لم أغتبط فيه بفا ... ئدة، ولم اخش الرزايا
والمرء يتغلب على شدائد الحياة بالصبر:
إذا ما عدا خطب من الدهر فاصطبر ... فإن الليالي بالخطوب حوامل
فكل الذي يأتي به الدهر زائل ... سريعاً، فلا تجزع لما هو زائل
وليس الصبر وسيلة لتحمل المكروه، حتى ينقضي فحسب، ولكنه الطريق إلى نيل الأمل، والظفر بالأماني:
أصبر تنل ما ترتجيه، وتفضل من ... جارك شأو العلا سبقا وتبريزا