للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الحديث ذو شجون]

للدكتور زكي مبارك

الكتيبة الأدبية - دمياط والمنصورة - اكحلوا عين الزمان بمرود الحياة - يا ليل يا عين، ثم يا ليل يا عين، وللأستاذ فكري أباظة أن يقول ما يشاء!

الكتيبة الأدبية

في اليوم الثالث من شهر يونية قدَّمتُ إلى وزير المعارف السابق معالي النقراشي باشا اقتراحاً أدعو فيه إلى تأليف (كَتيبة أدبية) من رجال المعارف يتطوع فيها المدرسون والمفتشون، وتكون مهمتهم تقوية الروح القومي وحراسة العزيمة الوطنية من عدوان الأراجيف، بما ينشرون على صفحات الجرائد والمجلات، وبما يذيعون من خطب ومحاضرات. ثم قلت:

(ولي مَطلبٌ أوجهه إليك: وهو أن تدعو رجال الأقلام من وقت إلى وقت، لتشير عليهم بما تراه في تسديد العزائم الوطنية، ولتشعرهم بأن الدولة ترى أن القلم من أدوات الجهاد)

وقد أشَّر النقراشي باشا على هذا الاقتراح بعبارة كريمة من عبارات التأييد والتشجيع

ومضيت أفكر في تكوين تلك الكتيبة على مَهَل، ولكني سارعتُ فنشرت في المقطم والأهرام مقالات حماسية في نطاق الغرض الذي دعوت إليه، راجياً أن يكون في ذلك تمهيد لتكوين (الكتيبة الأديب) وتذكيرٌ لأهل الأدب بواجبهم في هذا الميدان

في الأسبوع الماضي وجه الأستاذ أحمد أمين دعوة إلى الكتَّاب على صفحات (الأهرام) يقول فيها إنه يرجو من أرباب الأقلام أن يتناولوا بعض المشكلات الحاضرة بالدرس فيتحدثوا عن الهجرة إلى الريف، وتنظيم الشؤون الاقتصادية بما يضمن السلامة من القلقة التي تحدثها الحرب، إلى آخر ما نص عليه من المسائل التي تستوجب الدرس، فردَّ عليه الدكتور طه حسين في اليوم التالي بمقال صرح فيه بأن الجرائد تحت رقابة الأحكام العرفية، وأن الكاتب لا يملك من الحرية ما يساعد على درس تلك المشكلات بصراحة، وعدّ السكوت تضحية! فعجب الأستاذ توفيق الحكيم من ذلك وكتب يقول: إنه لم يكن يعرف قبل اليوم أن السكوت من التضحيات. فوخزه الدكتور طه وخزة أليمة جاء فيها أنه يدعو إلى الأدب الرخيص في حين أن الأستاذ أحمد أمين كان يدعو إلى الأدب الثمين! وانزعج

<<  <  ج:
ص:  >  >>