لذلك عقدنا العزم على أن نعود إلى القاهرة؛ فإن الموت بالشظايا على دفعة، أخف من الموت بالجراثيم على دفعات
فما كان جواب الشيخ والذين معه إلا أن قالوا بلسان واحد: الحمد لله الذي أراكم بعد العمى، وأنطقكم بعد البكم! لقد خطبنا حتى نشف الريق، وكتبنا حتى جف الحبر، فلم تصدقوا أنكم عمرتم المدينة وخربتم القرية، وأبطرتم الباشا وأفقرتم الفلاح، واتخذتم من عرقنا ودمنا أفناناً من لذائذ البطن أعلاه وأسفله، حتى ضوينا وسمنتم، وفزعنا وأمنتم، وكانت بلية كل أولئك على الإنتاج والدفاع!
ثم افترقوا، هؤلاء ساخطون، وأولئك قانطون! فعسى أن يلتقي هذا السخط وذلك القنوط عند معالي وزير الشؤون الاجتماعية!