للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الفروسية العربية]

للميجر كلوب

ترجمة الأستاذ جميل قبعين

(تتمة)

وقد روى لي سمو الأمير عبد الله الحادث التالي: عندما كان الملك الراحل الحسين شريفا على مكة: كانت السلطة على البدو بيده رغم حكم الأتراك؛ وفي يوم من الأيام بينما كان الشريف مع ولده الشريف عبد الله سائرين وقافلة في الصحراء أراد الشريف أن يسبق القافلة ليختار محلا لإقامة الخيام - فذهب معه ولده حتى وجدا محلا مناسبا تحت شجيرات، وكانت بجانبهم إبل ترعى بحماية ولد وأخته الصغيرة، وكعادة العرب ساءل الشريف الولد إلى أي قبيلة ينتمون، فأجاب الصبي من البقوم، فقال له الشريف (ألا تخاف أن ترعى على حدود بني عتيبة الذين قد يأخذون إبلكم) وكان الصبي منبطحا على ظهره يلوح بقدميه في الفضاء فأجاب (أيها الشيخ المجنون البارد، أنت لا تفهم) فأجاب الشريف: قد أكون مجنونا ولكني لم أعرف السبب بعد. فأجاب الولد قائلا (ألا تعلم أنه ما دام الحسين على السرج فنحن لا نخاف الغارات) وعند هذا الحد أقبلت القافلة فعرف الولد أن الذي كان يكلمه هو الشريف حسين، فخاف كثيراً ولكن الملك الراحل طمأنه وسر من هذه الشهادة غير المقصودة. وبقي كل سنة يطلب الولد وأخته إلى مكة ويعيدهما إلى أهلهما مع النقود والملابس.

لقد قلت إن إحدى صفات البدوي القيام بأعمال غريبة لإثارة الإعجاب - ومن ذلك عادة الجاهلية. يحدث أن يعتدي على شرف بدوي أو غير ذلك من الأمور التي تستلزم الترضية، ويرفض البدوي الترضية التي يقدمها المعتدي ويصر على الأخذ بالثأر - وعندها يجتمع شيوخ القبيلة في شبه وفد يذهب إلى بيت المعتدى عليه، وبطبيعة الحال يقدم لهم طعاماً يرفضون تناوله قبل أن يعد بإجابة سؤلهم فيعد بذلك وبعد انتهاء الطعام يشرحون فوائد الصلح إلى آخر ذلك فيتنازل البدوي عن حقه كاملا. فاتهام العرب بالطمع والجشع أمر تنقضه الحقائق، والقصص التي رويتها لكم قمينة بإعطائكم فكرة صحيحة عن

<<  <  ج:
ص:  >  >>