للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

كتاب النفس لأرسطو طاليس

أنت في غير مريه على بصيرة بأرسطو، تعرفه فيلسوفاً ذا باع طويل، له المؤلفات المأخوذ عنها، والأقوال السائرة، والآراء المحمول عليها إلى اليوم. .

وقد ظفرت المكتبة العربية من قبل بكتبه التي عنّى نفسه بها معالي (أحمد لطفي السيد باشا) محموداً مشكوراً، فأخرج للناس كتاب الطبيعة، والكون، والفساد، والأخلاق، والسياسة.

واليوم تظفر المكتبة العربية بجديد لأرسطو، هو هذا الكتاب الذي أنا شاغلك بالحديث عنه، والذي فرغ له زميلان كريمان، جهد أولهما في تحويره عربياً، وأعان ثانيهما في مقابلة المنقول ومعارضته على اليونانية. فكمل جهد جهداً، وصدّق الخُبر الخَبر.

والكتاب كما ينبئك عنوانه حديث عن النفس. وفي غير هذا الكتاب لأرسطو في النفس آراء ولكنه هنا جمع شتات ما تفرق وزاد واستطرد فعرض لمذاهب القدماء الرئيسة في النفس ثم ساق رأيه هو مع أدلته التي تنهضه وأفاض في القوى الحاسة! ثم ختم الحديث بالكلام عن الحس المشترك والتخيل والتفكير والنزوع.

ويشوقك أن نطالعك بالقليل من الكتاب لتفيد علماً بالمؤلف ونهجه، وتقدر الزميلين قدرهما على ما أحسنا فيه.

يقول أرسطو على لسان الزميلين: (فإذا صح أن النفس تتفشى في جميع الجسم الحاس، فبالضرورة يشغل جسمان نفس المكان، مادامت النفس جسما. وأولئك الذين يزعمون أن النفس عدد، يجب أن يسلموا بوجود نقط كثيرة في النقطة الواحدة، أو أن لكل جسم نفساً. إلا إذا كان العدد الذي يوجد في الجسم هو عدد مختلف اختلافاً تاماً عن مجموع النقط الموجودة من قبل الجسم. . .)

ويعقب الدكتور الأهواني على هذه الجملة بقوله (ترجمة الجملة (هكس) لوضوحها وهذا يذكرنا بقوله في مقدمته! ثم جعلت ترجمة (تريكو) الفرنسية الأساس الذي اعتمدت عليه ونظرت إلى جانبها في ترجمة (هكس) كلما وجدت النص عند (تريكو) غامضا).

فأنت ترى أن الكتاب لم يكن على يسر، عانى فيه (تريكو) و (هكس) ثم عانى فيه الدكتور

<<  <  ج:
ص:  >  >>