العقاد سلفي الذهن في لغته، وأسلوبه، وتفكيره، وسلوكه - ٩٩ في المائة من كتابنا كذلك - لكلاسيه داء مصر والشرق - كتابنا أعداء الكلمات الأعجمية
- ١ -
(وقد التفتُّ إلى عبارة قالها الأستاذ عباس محمود العقاد بشأن الاشتراكيين في مصر لها مناسبة هنا. إذ هم يدعون على غير ما يحب إلى اللغة العامية، وقد حسب عليهم هذه الدعوة في قائمة رذائلهم؛ لأنه هو يعتز بفضيلة اللغة الفصحى، ويؤلف عن خالد بن الوليد أو حسان بن ثابت، ولكنه غفل عن التفسير لهذه الظاهرة الاجتماعية وهي أن الاشتراكيين يمتازون بالروح الشعبي ويعملون لتكوينه، وهم لهذه السبب أيضاً مستقبلون وليسوا سلفيين. . . في حين أنه سلفي الذهن في لغته وأسلوبه وتفكيره وسلوكه، وليس الأستاذ العقاد وحيداً في هذه السلفية، لأني أعتقد أن ٩٠ بل ربما ٩٩ في المائة من كتابنا سلفيون) ص ١١
(والكلاسية في مصر كما نراها في أيامنا ليست لغوية أدبية فقط بل هي اجتماعية مزاجية ذهنية، فدعاتها مثلاً يهتمون كثيراً جداً في التأليف عن الخوارج في أيام علي بن أبي طالب، ويهملون التأليف عن الخوارج على الديمقراطية في أيامنا، وهم يدرسون رجال الأمس والأمس هنا قبل ١٠٠٠ سنة ميلادية ولا يدرسون رجال اليوم) ص ١٢٠
- ٢ -
يرحم الله أبا جعفر المنصور، فقد قال:(إنه لم يُسرِ أحد قط منكرة إلا ظهرت في آثار يده أو فلتات لسانه) وقد استعلنت المنكرة التي يكتمها الأستاذ سلامة في غضون كلامه، وأطلت برأسه حين دعا إلى (الاشتراكية) في اللغة، وحين غاظه أن يثلب العقاد (الاشتراكية)؛ لأنها تدعو - فيما إليه تدعو - إلى التدلي في اللغة، والهُوِىّ بهذا الفن الجميل من سمائه العالية