(بيير لويس شخصية أدبية فذة لها مكانتها الرفيعة في عالم الرواية والقصة والفكر. ولو لم يكن لهذا الكاتب سوى روايته الخالدة (آفروديت) التي تجري حوادثها في مدينة الإسكندرية، ولو لم يكن له من أبطاله سوى (كريزيس) صاحبة تمثال (حياة خالدة) لكان ذلك كافيا لجعله في مقدمة زعماء الرواية العبقريين.
وكما برع لويس في الرواية فقد برع في القصة والأقصوصة أيضاً، وله في ذل مجموعة نفيسة سماها قصص مختارة، والقطعة التي نقدمها اليوم لقراء الرسالة الزهراء تحتل المكان الثاني في هذه المجموعة الرائعة. ولعل أقوى ميزات هذه الأقصوصة الحوار الطريف (الساذج) الذي أجراه الكاتب على لسان راعية وراع.
(ع. ع)
أركاس - أيتها الفتاة. . . يا ذات العينين السوداوين
مليتا - لا تمسني!
- لن أمسك. . . سأظل بعيداً عنك - كما ترين - يا أخت آفروديت ويا ذات الشعور الجميلة المعقدة على شكل عناقيد من العنب. هأنذا أقف على جانب الطريق دون أن أستطيع الذهاب، لا إلى الذين ينتظرونني، ولا إلى الذين خلفتهم ورائي
مليتا - أذهب! أذهب! إنك تتكلم عبثاً، وتفوه بما لا طائلة تحته أيها الراعي من غير غنم، ويا جواب الطرق المشبوهة الوعرة إذا كنت لا تستطيع بعد سلوك الطريق العام فاذهب إذن عن طريق الحقول، على ألا تطأ قدماك مرجي المخضوضر. أنت الذي لا أعرفه. . . وإلا ناديت واستغثت