للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب في سير أعلامه:]

ملتن. . .

(القيثارة الخالدة التي غنت أروع أناشيد الجمال والحرية

والخيال. . .)

للأستاذ محمود الخفيف

- ٢٧ -

في ميدان السياسة:

ورضيت حكومة كرمول عن ملتن أعظم الرضاء وأصبح لديها المكين الأمين، ورفع كتابه ذكره في أنحاء أوربا، ومما ساعد على ذلك أن كثيرين كانوا يضيقون بترفع سلامسيس وصلفه ونظرته إلى الكتاب والأدباء جميعاً نظرة الزعيم الذي لا يرضي منهم بغير الإذعان له، وساعد عليه كذلك أن الناس عادة ينجذبون إلى الكاتب الجديد الذي يظهره موقف كهذا الموقف. هذا إلى أن ملتن كان يتغنى بالحرية ويدافع عن حق الشعب فتشيع في عبارته حرارة الوطنية، وهو إنجليزي يناضل عن بني جنسه، بينما يرى الناس سلامسيس يعمل لحساب غيره في قضية لا يربطه بها رباط إلا استجابة لشارل الثاني، وشتان بين موقفه وموقف خصمه. . .

وأصبح مقر ملتن في ديوان الحكومة كما أصبح بيته قبلة الزائرين من ذوي المكانة وأعلام الأدب من الإنجليز وغير الإنجليز من الأجانب الذين يهبطون إنجلترا، ولا ريب أن هذا قد أثلج فؤاده وأبهج نفسه، فما أشد ولوعه بنباهة الشأن وبعد الصيت!!

ويزعم جونسون أن ملتن قد نال جزاءاً على صنيعه ألف جنيه صرفت له بإذن من البرلمان، ولكن بايتسون ينكر هذا الزعم ويقول: إن جونسون هو المسؤول عن شيوعه في كل ما كتب عن ملتن من تراجم، فهو خالق هذا الزعم؛ والحق أني لم أجد فيما زعم جونسون برهاناً لزعمه ولا فيما أنكر بايتسون دليلا لإنكاره، ولعل جونسون تأثر بما قاله سلامسيس إذ أنه اتهم ملتن فيما اتهمه به بأنه مأجور يكتب ما يكتب لاعن عقيدة ولكن عن

<<  <  ج:
ص:  >  >>