فتح المسلمون إيران وامتد بهم الفتح إلى كابل سنة أربع وأربعين من الهجرة ثم هبطوا إقليم الملتان؛ ولكنهم لم يستقروا به.
وكذلك حاول العرب فتح الهند من الجنوب من حيث ينصب نهر السند في البحر فغزوا غزوات حتى اعدوا للفتح عدته في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك فسير الحجاج الثقفي جيشاً يقوده ابن أخيه محمد بن القاسم ففتح إقليم السند إلى الملتان؛ ولم يتوغل الفتح العربي في الهند حينئذ؛ ولكن استقر للعرب سلطان هناك زهاء قرنين وبنو المدن وعمروا الأرض.
- ٢ -
وفي القرن الرابع الهجري عزم السلطان محمود بن سبكتكين ثاني ملوك الدولة الغزنوية على فتح الهند فأعد لفتحها واحتفل وحشد واجتاز الجبال إلى سهول الهند أكثر من خمس عشرة مرة ما بين سنة ٣٩١ و٤١٧ ففتح بنجاب وكشمير وكجرات. وبقيت بنجاب في سلطان الدولة الغزنوية حتى غلب الغوريون الغزنويين على غزنة دار الملك فاتخذوا لاهور حاضرة ملكهم سنة ٥٥٣. فصار في الهند حاضرة دولة إسلامية لأول مرة في تاريخها، وقد مهد فتح الغزنويين وسيطرتهم في الهند أعظمها دولة سلاطين دهلي (من ٦٠٣ إلى ٩٦٢هـ) وهي أول دولة إسلامية نشأت في داخل الهند.
وقد فتحت هذه الدول شمالي الهند وبسطت سلطان الإسلام شرقا إلى خليج بنغاله.
- ٣ -
وفي القرن العاشر الهجري توجه إلى فتح الهند داهية عبقري لا تنشئ الأجيال أمثاله إلا قليلا: بابر بن عمر بن أبي سعيد ابن محمد بن ميرانشاه بن تيمورلنك، ورث في سنة ٨٩٩هـ وسنه اثنتا عشرة سنة إمارة في فرغانة وسمرقند، ولقي الصبي من جور أعمامه