تستعد الولايات المتحدة لمعركة الانتخابات التي تسفر عن انتخاب رئيس الجمهورية.
مسالة داخلية بين الأحزاب السياسية في الولايات المتحدة، ولو جرت الأمور في حدود ظواهرها لما كان في هذه المسالة ما يهتم به العالم إلا من قبيل الاستطلاع أو التشاغل في أوقات الفراغ بأخبار البلاد الخارجية.
وهكذا كان شان هذه المسالة في أوائل القرن العشرين، أو قبيل الحرب العالمية الماضية.
ولكنها في هذه المرة تختلف كل الاختلاف من شتى الوجوه
فقد اتفق أن الولايات المتحدة جمعت فيها عشرات الألوف من الصهيونيين الذين يشتركون في إعطاء الأصوات للرئيس.
واتفق أن هؤلاء الصهيونيين يحتكرون هناك شركات الإعلان، وان الصحف هناك لا تعيش بغير أجور الإعلانات، لأنها تصدر في عشرات الصفحات، وقد تصدر أحياناً في مئات الصفحات التي تزدان بالصور والرسوم في أيام المواسم والأعياد. فعليها من التكاليف أضعاف ما تدره على أصحابها من الأرباح، ولكنها تنهض بتكاليفها وتضمن أرباحها كلما ازداد نصيبها من الإعلانات المأجورة، أو ازدادت حاجتها إلى شركات الصهيونيين.
اتفق هذا وذاك واتفق معها أن الإنجليز ضاقوا ذرعا بفتنة الإرهابيين في فلسطين في فلسطين، وانهم قصدوا وأذاعوا انهم يقصدون التنحي عن وصايتهم على الأرض المقدسة.
فسنحت الفرصة للصهيونيين في الولايات المتحدة، ونقلوا معركة فلسطين إلى ميدان الانتخاب في الولايات المتحدة، فظفروا بما أردوه هناك، وخيل إليهم انهم قد ظفروا بما أرادوه في ارض الميعاد، ولك أن تقول أن الولايات المتحدة هي التي ظفرت بتسخيرهم عن رضي منهم، على رجاء النجاح في السيطرة على منافذ الشرق القريب.
كذلك وصل إلى الشرق اثر النزاع بين الأحزاب السياسية في دولة دستورية.
وقبل بضع عشرة سنة سقطت جميع الأحزاب السياسية في دولة أوربية، وقامت الدكتاتورية في تلك الدولة، وهي ألمانيا النازية.
فصبت نقمها على اليهود لأنها اتهمتهم بالتواطؤ على هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية