في مجلس يضم بعض كبار المشتغلين بالمسرح جرت أحاديث الموسم المقبل على الألسنة، فمن قائل إنه مزدهر، وأصحاب الرأي الأخير يستندون إلى قيام أكثر من فرقة واحدة تعمل إلى جانب الفرقة القومية وما سيجره قيام الفرق من منافسة قوية.
فإلى جانب الفرقة القومية تقوم فرقة رمسيس وقد بدأت عملها هذا الأسبوع برحلة إلى الأقاليم؛ وتتكون في هذه الأيام فرقة فاطمة رشدي للسفر إلى العراق وسوف تستأنف العمل في القاهرة بعد عودتها. وهنالك فرقة استعراضية ألفتها السيدة بديعة مصابني، ثم فرقة مختار عثمان، هذا إلى جانب فرقة الريحاني التي تبدأ متأخرة كعادتها.
وقد خطر لي أثناء الحديث أن أوجه بعض الأسئلة عن الفرقة القومية ومبلغ استعدادها للموسم الجديد إلى سكرتيرها الأستاذ طاهر حقي وهو كما يعرف القراء من الأدباء الذين اشتغلوا بالمسرح من زمن بعيد، وقد أخرجت له أكبر الفرق المصرية فيما مضى أكثر من رواية تمثيلية نالت نصيباً كبيراً من التوفيق والنجاح، فآراؤه في المسرح لها قيمتها.
قلت:(ما هو مدى النجاح الذي تتوقعه للفرقة القومية في الموسم الجديد؟ والى أي شيء يعزى؟) فأجاب قائلاً: (إني أتوقع للفرقة نجاحاً هائلاً في الموسم الجديد، لأن استعدادنا تام من جميع النواحي؛ فالنظام يسود أعمال الفرقة من انتقاء للروايات، إلى توزيع الأدوار على الممثلين توزيعاً عادلاً بحيث ينال كل ممثل الدور الذي يليق به ويصلح له، إلى حفظ الممثلين لأدوارهم. ولا أظنك تجهل قرار اللجنة بأن تسير الفرقة في التمثيل على القاعدة الإنجليزية التي تقضي على الممثلين بأن يستظهروا أدوارهم ويشتغلوا دون ملقن، وفي رأيي أن هذه الطريقة ستخطو بالمسرح خطوات واسعة إذ تجعل الممثل يعتمد على نفسه ويدرس دوره دراسة كافية، فلا إهمال بعد اليوم اعتماداً على الملقن.
قلت: (ما رأيك في المنافسة بين الفرقة والفرق الأخرى؟)
قال: أعفني من هذا السؤال. إن بضاعتنا غير بضاعة الفرق الأخرى، فالفرقة القومية قامت للنهوض بالمسرح، ونحن ننشد الفن الخالص والأدب الرفيع لا نهتم بكسب مادي أو