للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البَريدُ الأدَبيّ

حول (الإمتاع والمؤانسة)

قرأنا في باب مقالاً قنع صاحبه بأن يجعل توقيعه هكذا: (ع. ص). فمن يخبرني من تحت هذين الحرفين المقطَّعَيْن؟ والمقال رد على تعّقبي لفرطات بدرت من جانب الأستاذين احمد أمين فأحمد الزين وهما يحرران كتاب (الإمتاع والمؤانسة) لأبي حيان التوحيدي. وكنت قد صنعت ذلك الاستدراك لوجه العلم وحده ولإتمام الفائدة، لا لتنقص الناشرين الفاضلين، كما زعم ع. ص وقد كنت أرقب الرد من ناحيتهما، وأكثر الظن أن صديقي الدكتور زكي مبارك يرى ما أرى وهذا رد يعمد صاحبه إلى التعمية، فيفر من الميدان قبل أن ننزل إليه وللتعمية سبب جليّ، قصته أن المقال يدور على التلبيس والعنت: على اختلاق القول واجتلاب الحجة.

ووالله لولا دَين القارئ الطُلَعة في عُنق الناقد الكشّاف لحبست القلم اليوم عن الكتابة، وذهني مشغول بقولة العرب: (لا تناظر جاهلاً ولا لَجوجاً، فإنه يجعل المناظرة ذريعة إلى التعلم بغير شكر).

أما التلبيس الذي ذكرتَه ففي قوله: إن تنبيهي على اضطراب الترقيم (استغرق قرابة نصف صفحة من مقالي). والواقع أن ذلك التنبيه جاء كالذيل للمأخذ الأول ووقع في عشرة سطور، على حين أن مقالي في سبعة وثلاثين ومائة سطر

ومن التلبيس أيضاً أنه يقول في خاتمة مناقشته المستكرهة: (هذا ما يتعلق بنقد الدكتور بشر)، وهو يريد أن يدسَّ في ذهن القارئ أنه ناقش كل ما أخذت على الناشرين. والواقع أنه إنما حاول الردّ على مآخذ أربعة؛ وفي نقدي أحد عشر مأخذاً، كنت استخرجتها من الأربعين صفحة الأول من كتاب (الإمتاع والمؤانسة). أَلاَ فليخْبرني (ع. ص) أو من وراءه ماذا صنع بالمآخذ السبعة الأخرى؟ أطواها في الغطاء الذي يلفه؟ أني أرجو من صديقي القارئ أن يعود إلى نقدي ويراجع كلمة (المعانَقَة الخفيَّة) وصوابها (معانِقِه)؛ وجملة (تاه أهله) والوجه (باد)؛ وكلمة (الشهوات الغالبة) والصواب (الغالية)؛ وتفسير (الركاكة) بضعف العقل والرأي دون البَدَن، والأصل هذا؛ وكلمة (مادَّته بالية) والصواب (سايلة)؛ وكلمة (وواد واحد) والصواب (وُهوٍّ). ولعمري أني أعذر (ع. ص) من لزوم الصمت إزاء

<<  <  ج:
ص:  >  >>