للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[حركة السير ريالزم]

للأستاذ رمسيس يونان

(يجب أن نحقق لكل إنسان نصيبه من الخبز. . . ونصيبه من

الشعر. . .)

تروتسكي

يخطئ من يظن أن حركة السير ريالزم هي حركة أدبية أو فنية خالصة، وإن كانت تستخدم الشعر والقصة والرسم والسينما. . . ويخطئ من يظن أنها حركة سياسية بحتة، وإن كان القائمون بها يدينون بمذهب سياسي معين. وليست هي أيضاً مزيجاً من الفن والسياسة، فقد صرح (أندريه بريتون) زعيم الحركة مراراً وتكراراً بأنه لا يوافق على أن يتخذ الفن وسيلة للدعاية السياسية. وقد فصل (أراجون) من جماعة السير رياليين لأنه خالفهم في هذا الرأي. فما هي إذن حركة السير ريالزم هذه؟ وما غايتها؟

يصعب علينا أن نضع تعريفاً للسير ريالزم في كلمات قليلة. فإذا كان لابد من ذلك فعلينا أن نقول: إنها حركة اجتماعية فنية، سياسية، فلسفية، سيكولوجية. . . ولا بأس أن نضيف أيضاً أنها حركة دينية. فهي تستلهم شعر (ريميو) و (بودلير) و (توتريامون) وتأخذ عنهم حب الخيال الثوري البعيد عن المنطق وأساليبهم الغريبة في الشعور والتعبير. وتستلهم فلسفة (هيجل) في إيمانها بالحرية؛ وتدين مع (كارل ماركس) بالتفسير المادي للتاريخ؛ وتأخذ عن (فرويد) نظرياته في العقل الباطن؛ ثم هي فوق ذلك تحاول أن تعتمد على هذه العناصر جميعاً في خلق ميثولوجيا جماعية جديدة تناظر الميثولوجيات التي خلقتها الديانات القديمة

ومهما قالوا عن كارل ماركس، ومهما قالوا عن فرويد فلا شك في أنهما الرجلان اللذان استطاعا أن يؤثرا في الفكر الأوربي الحديث أكبر التأثير. فإلى كارل ماركس يرجع الفضل في تفسير التاريخ على أساس من حروب الطبقات وفي التنبؤ بثورة العمال وبدكتاتورية العمال، ثم بالعصر المقبل (الموعود) الذي تزول منه الطبقات وتكتمل فيه المساواة الاقتصادية. وقد تأثر العمال بالمذهب الماركسي فنشطت حركاتهم ونمت أحزابهم

<<  <  ج:
ص:  >  >>