قبل عرض الاقتراح، يحسن أن أذكر كلمة قصيرة في عيوب الرسم العربي وآثارها، لأنني قد راعيت في الطريقة الجديدة التي اقترحتها أن يتخلص رسمنا من جميع هذه العيوب وما يترتب عليها من نتائج
ترجع أهم عيوب الرسم العربي إلى الأمرين الآتيين:
(أولهما) أن الكلمات تدون بحسب هذا الرسم في الكتابة والطبع عارية عن حركات حروفها، أي مجردة من الإشارة إلى أصوات المد القصيرة (الفتحة والكسرة والضمة) التي تلحق الأصوات المقطعية في الكلمة
وقد ترتب على ذلك الأضرار الأربعة الآتية:
١ - أنه لا يستطيع أحد أن يقرأ نصاً عربياً قراءة صحيحة ويشكل جميع حروفه شكلاً صحيحاً إلا إذا كان ملماً بقواعد اللغة العربية وأوزان مفرداتها إلماماً تاماً، وكان فاهماً من قبل معنى ما يقره. ففي معظم اللغات الأوربية، كما يقول قاسم أمين، يقرأ الناس قراءة صحيحة ما تقع عليه أبصارهم، وتتخذ القراءة وسيلة للفهم؛ أما نحن فلا نستطيع أن نقرأ قراءة صحيحة إلا إذا فهمنا أولاً ما نريد قراءته
٢ - أن النص العربي الواحد عرضة لأن يقرأ قراءات متعددة بعيدة عن اللغة الفصحى. وذلك أنه قد حدث تناوب واسع النطاق في أصوات المد القصيرة (التي يرمز إليها بالفتحة والكسرة والضمة) في اللهجات العامية؛ حتى أننا لا نكاد نجد كلمة باقية في هذه اللهجات على وزنها العربي الصحيح. فالنص العربي المجرد من الشكل عرضة لأن يقرأه أهل كل لهجة حسب منهجهم في وزن الكلمات
٣ - أنه من المتعذر مع هذا الرسم قراءة أسماء الأعلام (أسماء الأمكنة والبلاد والبحار والجبال والأناسي. . . الخ) قراءة صحيحة، إلا إذا كان القارئ يحفظ الكلمة وضبطها من قبل. ولذلك تضطر بعض المعجمات إلى تهجي حروف الكلمات التي من هذا القبيل والنص على حركة كل حرف منها.