للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[تطور بلاد العرب الشمالية وتأثير ذلك في علاقاتهم]

[الخارجية]

للميجر ج. ب. كلوب

ترجمة الأستاذ جميل فيعين

(بقية ما نشر في العدد الماضي)

الوجهة التاريخية:

عندما انتقلنا من بحث النظريات المتعلقة بالوجهة الدينية ومناخ البلاد لبحث الوجهة التاريخية - يحسن بنا أن نبدأ بحثنا منذ حكم الرومان والفرس أي من السنة الأولى للميلاد حتى سنة ٦٥٠ منه. وإن من الخطأ كله الظن بأن العرب قبل الإسلام كانوا قوما متوحشين. إن موقف العرب في ذلك الوقت كان صعباً جداً حيال أكبر إمبراطوريتين عرفهما ذلك العصر. وموقفهم هذا جد شبيه بموقف جرمانيا في القرن السابع عشر أو الثامن عشر عندما كانت بين الإمبراطورية الفرنسية والإمبراطورية النمساوية. أن اضمحلال هاتين الإمبراطوريتين مكن جرمانيا من الاستقلال والوحدة كما أن نفس السبب أي اضمحلال الإمبراطوريتين الرومانية والفارسية مكن العرب من تأسيس وحدتهم عند ظهور الإسلام وإنني لا أظن بأن أحدا يحلم بأن يقول إن الجرمان لم يتمكنوا من الاستقلال قبل ذلك الوقت لأنهم شعب منحط. ولذلك يجب أن نعترف بأن العوامل الجغرافية قديرة على تأجيل اتحاد واستقلال أمة ما مدة طويلة.

بظهور الإسلام في القرن السابع ابتدأ الفتح الإسلامي العربي الذي اجتاح أكثر البلدان المعروفة في ذلك الزمان بمدة تقل عن مئة سنة. كما أن العرب تمكنوا من فتح بلاد وجد فيها أوربيون مثل شمال أفريقيا حيث سكن الوندال، وأسبانيا حيث سكن القوط. أن هذه الفتوح التي تعتبر من أعظم الأعمال التي عرفها التاريخ أدت إلى تأسيس إمبراطورية دامت ٣٠٠ سنة؛ وقد حافظت على كيانها بالرغم من انقسامها فيما بعد وبقيت قوية وعمرت أكثر من الإمبراطورية البريطانية الحالية.

عند قدوم العثمانيين بعد سنة ١٣٥٠ للميلاد لم يبق للعرب تاريخ ولكن هنا نقطة واحدة

<<  <  ج:
ص:  >  >>