هذه قصة للأستاذ محمد عبد الحليم عبد الله نشرت قبل هذا العام ثم أعاد نشرها نادي القصة منذ شهرين. وهي تصور أزمة عاطفية في حياة شاب تخرج في كلية الزراعة فمضى يبحث عن عمل. وانتهى به المطاف إلى أن يشتغل ناظر زراعة في مزرعة يملكها أديب كبير. وكان المالك وابنته أميرة يزوران القرية لماماً فيمضيان بها أياماً أو أسابيع يعودان بعدها إلى القاهرة. وكذلك أحب الفتى أميرة حباً صامتاً لم يرد أن يفصح عنه لأنه كان يرى نفسه أفقر من أن يتطلع إلى من كانت في مثل ثرائها. ولكن خادمته زينب - وكانت بدورها تحبه حباً يائساً - تقرب بين الحبيبين حتى يتصارحا. ويعرف عبد العزيز - وهذا هو اسما الفتى - أن والد أميرة يريد أن يزوجها لابن عمها سامي فيستبد به الحزن ولكنه يحاول أن يعرف شعور أميرة نحو هذا الخطيب ويتكفل له بذلك صديقه صالح الذي يقيم في القاهرة فيراقبها ويتتبعها وينتهي إلى أنها لا تحمل لابن عمها شيئاً من الحب. وتعد أميرة بأن تحدث أباها في الأمر، ولكنها تتريث وتتردد حتى تجد أباها فجأة على فراش الموت يبارك بنظراته المعبرة زواجها من أبن عمها. وهكذا تجد أميرة نفسها مضطرة إلى اصطناع الانصراف عن عبد العزيز لأنه فقير. ويفترق الحبيبان.
والقصة كما ترى قصة (رومانسية) تصور سلسلة من التضحيات المفتعلة البعيدة عن واقع الحياة. فالأب يضحي بمستقبل ابنته في سبيل الوفاء لأولاد أخيه، والبنت بحبها في سبيل الوفاء لذكرى أبيها وتحقيقاً لرغبته وهو على فراش الموت؛ وزينب تضحي بحبها لتسعد سيدتها فتجعل من نفسها رسولاً بين العاشقين؛ وصالح يبذل تضحية من نوع آخر فيكلف نفسه أن يراقب بيت أميرة في إحدى الضواحي عدة أيام ليتابعها ويعلم مبلغ علاقتها بابن عمها، حتى القصة القصيرة التي كتبها سيد العزبة ترمز إلى هذه المثالية المفرطة، فبطلها العامل الفقير يضحي بحبه لتتزوج فتاته ثريا تنتفع أسرتها الفقيرة بثروته. وقد تحسن