أما قبل، فمنذ لاحت في أفق السياسة الدولية نذر اعتزام إليه ود إنفاذ خططهم التي دبروها لتأسيس دولتهم في فلسطين - عمدت أكثر الصحف العربية إلىنشر مقالات ونُبذ تفضح فيها نيات إليه ود ومؤامراتهم وأغراضهم القريبة والبعيدة من إنشاء دولتهم، وتفنّد حججهم في استحقاقهم تأسيسها في فلسطين.
وخير ما كتب في هذا المجال وبعد دراسات علمية صحيحة المقالات التي كتبها الأستاذان الكبيران عباس محمود العقاد ونقولا الحداد، وقد نهضت بالعبء الأكبر في ذلك (الرسالة) مجلة العروبة القائمة على نشر ثمرات عقولها، الموثقة بين شعوبها، الزائدة عن كيانها وكرامتها، وقد كانت من الصحف الذي عجز إليه ود عن استصناعها أو إسكاتها كطريقتهم مع الصحف وأصحابها وكتابها مما يعلمه قليل ويجهله كثير.
فأما الأستاذ العقاد فقد عقد على صفحات (الرسالة) وصفحات (الأساس) فصولاً للكشف عن العقلية إليه ودية والخلق إليه ودي منذ موسى حتى الآن مستشهداً بأقوال العهد القديم وأحداثه وما تلاه من حوادثهم، وبين الصلة بين الصهيونية والشيوعية، وبينهما وبين إليه ود وبعض التيارات الحاضرة التي تسعى إلىتخريب العالم وتسلط إليه ود على البشرية.
وأما الأستاذ نقولا الحداد فقد قام بمثل ذلك وأفاض فيه كما أفاض في بيان الصلة بين إليه ود والماسونية والشيوعية، واستشهد لذلك بنصوص العهد القديم والتلمود وكتاب ثالث لم يشر إليهغيره مع خطره البالغ في التعريف بهم وبمؤامراتهم وسياستهم إزاء العالم أجمع ولا سيما الأمم المسيحية، لأن الشعوب التي تعتنقها هي الشعوب التي في أيديها مقاليد حكم البشر، وهذا الكتاب الثالث هو:(بروتوكولات شيوخ صهيون العلماء) وهو كتاب يفضح ما لا يفضحه كتاب آخر من سوء نياتهم وفظاعة خططهم لتخريب العالم وإفساد