(مهداة إلى الأستاذ عبد المنعم خلاف. . الكاتب الذي أحب
عالمه الوجداني)
للأستاذ حسين مروة
ما الكرامة وما الشرف؟
ما الحرية وما المجد؟
أسماء فخمة رائعة، ذات أجنحة سحرية عجيبة ننجذب إليها طائعين مسحورين، فتحلق بنا في سموات من الخيال مواجة بالأنوار والألحان والمباهج. . .
أسماء ذات أبعاد ضئيلة، محدودة ناقصة، يكمن في أطوائها سر من الأسرار لا تحده الأبعاد الواسعة، سر يفيض الخير على جوانب الحياة كلها، ويطوف بالنفوس الإنسانية جميعاً فيثير في الضعيف العاجز مجرد الحنين واللهفة والألم، ويحمل القوي القادر على ركوب الأخطار والأهوال والمكاره، وقد ينفخ في الضعيف الحي الطموح قوة تكتسح بذور الضعف، وتصرع عوامل العجز والخنوع والاستسلام. . .
ما هي هذه الأشياء الحبيبة للإنسان تبهره أضواؤها ومباهجها وتشتد لهفته إليها كلما اقترب منها، ويتغنى بوجده بها في سره وجهره، في صحوه وسكره، في كوخه الوضيع وقصره الرفيع، سواء كان غبياً أم ذكياً، ضعيفاً أم قوياً. أكان بادياً في الصحراء القاحلة، أم حاضراً في المدينة العامرة؟ أكان فلاحاً يتصبب عرقه في حقله، أم عالماً يجرب في مخبره وينقب في كتبه؟ ما هذا الهوس المحموم يدفع الإنسان - أفراداً وجماعات - إلى غمرات الموت بين اللظى المستعر والحديد الحاصد، فيندفع راضياً مستعذباً لقيا الشدائد في سبيل ما يدعوه الكرامة والشرف أو في سبيل الحرية ومجد الأوطان، لكأنما هو - حين يلقى الشدائد في هذا السبيل - إنما يلقى أحبة أعزة في ظلال أمن وارف ودعة ظليلة ناعمة. . .؟
ما هي الكرامة والشرف؟
وما هي الحرية والمجد؟
هل هي حقائق ذات قرار في عالم الحس والواقع: العالم الذي نتعرف إلى حقائقه الموجودة