[من أشجان الربيع]
حبي. . .!
للأديب إبراهيم محمد نجا
ذاك حبي أيها القلب على المَرج البديعِ
سدَّد الدهر إليه، ورماه في الضلوع
بينما كان يغني فوق هاتيك الربوع
فجثت من حوله الغربان تبكي في خشوع
ونسيم الفجر غشَّاه بأكفان الدموع
عجباً! كيف يموت الحب في فصل الربيع؟
فابك يا قلبي فما الدمع سوى ... سلوة المحزون أضناه النوى!
رُب صادٍ شرب الدمع ارتوى ... ودموعٍ أطفأت نار الجوى!
يمرح الناس كما شاءوا على العشب الرفيفِ
ويغنون مع الطير على نقر الدفوف
الصِّبا الباسم، للحب، وللنور اللطيف
للربيع الطلق، للأحلام، للزهر المَشُوف
وأنا وحديَ - يا ويلاه! - ذو قلب لهيف
كل أيامي تفشتها كآبات الخريف
فابك يا قلبي فما الدمع سوى ... سلوة المحزون أضناه النوى!
رُب صادٍ شرب الدمع ارتوى ... ودموعٍ أطفأت نار الجوى!
هاهمُ العشاق يمشون إلى وادي الغرامِ
مثلما تمشي إلى الجدول أسراب الحمام
نشوة الحب سرت في دمهم مثل الضرام
والأماني البيض غنَّت لهُم فوق الغمام
وأنا من يأسيَ المُرِّدفين في الرجام
حائر لا أعرف الصفو ولا طيب المقام