فابك يا قلبي فما الدمع سوى ... سلوة المحزون أضناه النوى!
رُب صادٍ شرب الدمع ارتوى ... ودموعٍ أطفأت نار الجوى!
يا ربيع الحب! أين الحب؟ يا نبع الرجاءِ
أنا ظمآنُ!. . . وفي نبعك رِيٌ للظماء
أنا حيرانُ!. . . وفي فجرك أطياف الضياء
أنا سأمانُ!. . . وفي نايك أفراح السماء
لست أدري أربيعي أنت، أم أنت شتائي؟
لم أجد فيك لقلبي غير هّمٍ وشقاء
فابك يا قلبي فما الدمع سوى ... سلوة المحزون أضناه النوى!
رُب صادٍ شرب الدمع ارتوى ... ودموعٍ أطفأت نار الجوى!
ليتني كالطائر الغرِّيد في تلك النواحي
ليتني كالزهرة البيضاء في نور الصباح
ليتني كالجدول الرقراق في تلك البطاح
ليتني كاللحن، كالطَّل على ثغر الأقاحي
ليتني! أوَّاهُ مما في فؤادي من جراح
فُجِّرت منها دموعي، وأغانيُّ نُواحي
فابك يا قلبي فما الدمع سوى ... سلوة المحزون أضناه النوى!
رُب صادٍ شرب الدمع ارتوى ... ودموعٍ أطفأت نار الجوى!
أيها الوردُ، جميلٌ أنت، لكني حزينُ
أيها الأفق، رحيبٌ أنت، لكني سجين
أيها النورُ، رطيبٌ أنت، لكني دفين
حطم الدهر جناحي، وبرت جسمي السنون
ومشى اليأس على قلبي، وغشَّتني الشجون
فحياتي كلها بلوى، وشكوى، وأنين
فابك يا قلبي فما الدمع سوى ... سلوة المحزون أضناه النوى!