للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

العَالم المسرحيّ والّسِينمائِي

اليتيمة

على مسرح الأوبرا الملكية

إخراج الفرقة القومية المصرية

استأنفت الفرقة القومية موسمها الثاني ابتداء من مساء الأحد الماضي ١٨ أبريل الجاري، مفتتحة هذا الشطر من الموسم بمسرحية محلية هي (اليتيمة) من وضع الأديب السعيد يوسف موسى

وقد عالج المؤلف في مسرحيته ناحية من نواحي النقص الاجتماعي في البيئة المصرية، إذ جعل من بطل الرواية وبطلتها ضحيتين للتقاليد القديمة الموروثة المتسلسلة في دماء الطبقة العليا في الشعب، الذين لا يزالون يستمسكون بمعتقداتهم في أن الله جعل الناس طبقات في الغنى والجاه والحسب والنسب، وليس في العلم والفضل والقيمة الاجتماعية، ولا يعترفون بعاطفة إلا ما وافق منها تلك العادات البالية.

لهذا نرى صبري باشا يقف حائلا شديد الكثافة بين ولده ووحيده ثابت الطالب الذي يدرس الاقتصاد السياسي في فرنسا وبين ابنة ناظر زراعته المتوفى (أمينة) على الرغم من أنها نشأت في بيت الباشا نفسه وتعلمت وتثقفت كابنته، وعلى الرغم من تعلق ولده بها وولع كل منهما بصاحبه وتعاهدهما على الوفاء والزواج

لا يعبأ الباشا بهذه الاعتبارات، فينتهز فرصة عودة ابنه إلى فرنسا لإتمام دراسته، ثم يرغم حبيبة ابنه على الزواج من أحمد أفندي ناظر زراعته الذي حل محل أبيها

ولما كان هذا الزواج بإكراه وإرغام، فقد اعترى الفتاة يأس وأصابها غم، فاستحال بيت الزوجية جحيما، وانقلب نعمى ذلك البيت الوادع بؤسا وشقاء، واستمر الخصام بينها وبين زوجها واتصلت أسباب التشاحن والتغاضب حتى كره الزوج حياته وكره نفسه.

وفي صباح يوم نشبت بينهما مغاضبة اشتركت فيها (أم أحمد) وجعلت تعير الفتاة وتهجوها وتقول إن الناس يتقولون على بيتهم منذ دخلته إذ يزعمون إنها ما زوجت من ناظر الزراعة إلا لأن ابن مخدومه عبث بها ولوث شرفها وفوجئت الفتاة بهذا الاتهام فدهشت له

<<  <  ج:
ص:  >  >>