يكون الرجل مثلا في سنة أربعين. فيرجع إلى سنة عشر، أو يكون في القرن العشرين فيرجع إلى القرن الأول، أو يكون في أيام التاريخ فيرجع إلى ما قبل التاريخ.
ولذلك ثلاث وصفات على طريقة المعجزات، ووصفة واحدة على طريقة العجزة أبناء الفناء.
فالوصفة الأولى على طريقة المعجزات أن تقبض على دولاب الزمن فتديره إلى الأمام أو إلى الوراء حين تشاء وكيفما تشاء. ولا بد قبل ذلك من معركة فاصلة بين المرء وبين الزمن ينكسر فيها الزمن فيلقي بدواليبه ومقاليده ومفاتيحه ثم يلوذ بالفرار.
وأنا قد حاربت الزمن في معارك شتى، ولكني لم أصل معه إلى المعركة الحاسمة، ولا علمت بمستودع الدواليب والمفاتيح. فليس في الوصفة الأولى رجاء.
والوصفة الثانية على طريقة المعجزات هي وصفة أينشتين في بعض الفروض الرياضية والألغاز (النسبية)
وذلك أن أشعة الأرض تصل إلى بعض الكواكب في مائة سنة، وإلى بعضها في ألف أو ألوف.
فمن صعد إلى كوكب من تلك الكواكب، ورصد أشعة الأرض على أسلوب من أساليب الصور المتحركة، فهنالك يرى اليوم نابليون أو حروب فردريك الكبير أو حروب هنيبال لا تزال في البرامج ولا تزال تجري على حقيقتها كما كانت تجري في هذه الأرض منذ كذا من السنين.
وبيني وبين هذه الوصفة أن أصعد إلى الكواكب بأسرع من صعود الشعاع إليه، أو أن أصعد إلى الكواكب على جناح فرض من الفروض الرياضية في مثل لمح البصر أو خطرة الخيال.
فإذا جاء اليوم الذي يطير فيه الإنسان على أجنحة الفروض فهنالك نؤخر الزمان الأرضي كما نشاء، ولكننا نصعد إلى الكواكب فنجد فيها الحاضر حاضراً لا يقبل التأخير.