ما لِكل الأكوان إلا إله ... واحد لا يزول وهو (الأثير)
أرجوا أن أقرأ رأيكم في ذلك على صفحات الرسالة أو الهلال وأشكرك سلفاً. . . .)
موصل. عراق
لؤي النوري
لا أدري ماذا قصد الزهاوي في هذا البيت بكلمة الإله وماذا قصد بكلمة الأثير.
فإذا كان يقصد بإله الأكوان خالق الأكوان فليس في جميع التعريفات التي عرّفوا بها الأثير ما يسوّغ نسبة الألوهية إليه، وإنما يجوز أن يسمى الأثير بالمادة الأولى - أو الهيولي - على رأى الأقدمين - في بعض تلك التعريفات.
ولم يثبت للأثير وجود فضلا عن أن يقال أنه موجد الوجود، وخالقه الوحيد!
فهو فرض عقلي عند الرياضيين والطبيعيين:
فرضوه ليعللوا به ما يستعصي عليهم تعليله، كانتقال الجاذبية بين الكواكب، وانتقال الضوء في الفضاء.
وقال به (نيوتن) قديماً لأنه لم يستطع أ، يفهم كيف يجذب الكوكب كوكباً آخر في هذا الفضاء مع امتناع الواسطة بين الكوكبين، وقد سمى هذه الواسطة في بعض كلامه بالروح ليسترح إلى تعليله للجذب والانجذاب.
وقال به المحدثون ليعللوا به مسير الضياء في أجواز الفضاء وقال ماكسويل العالم الطبيعي الكبير (إن أنواعاً من الأثير اخترعت لتسبح فيها الكواكب، ولتنشأ منها أجواء كهربائية ودفعات مغناطيسية، ولتنقل الإحساس من جانب الجسد إلى جانب آخر حتى ازدحم الفضاء مرات بهذا الأثير).
وعقّب جيمس جينس على ذلك في كتابه عن الكون الخفي فقال: وخلاصة ذلك أن لدينا أنواعاً من الأثير بمقدار ما لدينا من مسائل غير محلولة في علم الطبيعة!