للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[مطالعات في التصوف]

عوارف المعارف، ماهية التصوف، أصل كلمة صوفي

- ٣ -

لعل حظ كل من البابين الخامس والسادس من الأهمية والقيمة العلمية

أكثر من حظ غيرهما. فهذان البابان يدلان دلالة واضحة مستقيمة لا

ليس فيها ولا اعوجاج على ماهية التصوف وكنهه وعلاقته بالفقر

والزهد، والفرق بينه وبين الفقر والزهد. هذا هو ما يتناوله الباب

الخامس من كتاب عوارف المعارف فيما قدم لنا فيه مؤلفه من تعريفات

متنوعة للتصوف. أما الباب السادس فأنه يظهرنا على مسألة ليست أقل

من سابقتها خطراً. ولكنها على العكس أبعد ما تكون أثراً على أعانتنا

على فهم التصوف وما مر به من أطوار فهماً مستقيماً. وأعنى بها

مسألة الأصل الذي صدرت عنه كلمة صوفي وتلك مسألة قد عرض

لها مؤلف عوارف المعارف في نهاية الباب الأول من كتابه فأشار

إشارة موجزة إلى أن هذه اللفظة لم تذكر في القرآن وإنما تركت وذكر

مكانها لفظ المقرب. وإذن فالمألوف يفصل في الباب السادس من كتابه

ما أجمل في الباب الأول. وهو يعرض علينا في شئ من الاستطراد

الآراء المختلفة التي رآها العلماء المختلفون في الأصل الذي اشتقت

منه هذه الكلمة. وهو ينتهي من هذه الآراء كلها على الرأي الذي يلائم

طبيعة الاشتقاق اللغوي من ناحية، ويدل دلالة صحيحة على طبيعة

الصوفية وماهية التصوف من ناحية أخرى. وبالجملة يمكننا أن نقول

أن هذين البابين من كتاب عوارف المعارف أقدر على إعطائنا فكرة

<<  <  ج:
ص:  >  >>