كتبت في الرسالة عام أول طرفاً من أخبار شاعر الهند العظيم، وفيلسوف الإسلام النابغة الدكتور محمد إقبال، وترجمت نبذاً من ديوانه (بيام مشرق). ولإقبال كتاب اسمه (أسرار خودي)، وهو كتاب منظوم شرح فيه (أسرار خودي) أي أسرار الذاتية، فبين بأسلوب شعري رائق أن حياة الإنسان والأمة في تقوية النفس، واستخراج كل ما فيها من قوى ومواهب، وأن الهلاك أن يغفل الإنسان عن فطرته، ويردّ د آراء الناس، ويحاكي أعمالهم. الخ
ولإقبال كتاب آخر اسمه (رموز بيخودي) أي رموز اللاذاتية، يبين فيه كيف يؤلف الإنسان نفسه القوية في الجماعة ساعياً إلى المقاصد العامة. والكتابان منظومان في بحر الرمل على القافية المزدوجة.
وسيرى القارئ في هذا المقال وما يليه نبذاً من الكتابين، على ان قارئ هذه الترجمة العربية المنثورة يفوته كثير مما يحس به قارئ شعر إقبال في لغته.
وفما لي قطعة من أسرار خودي:
(قصة شاب من مرو ذهب إلى السيد المعظم علي
الهجويريفشكا إليه حيف أعدائه عليه):
سيد هجويري قبلة الأمم الذي صار مرقده حرماً في بيرسنجر، جاب الأقطار، وقطع سلاسل الجبال، وبذر في أرض الهنود بذور السجود؛ فجدد عهد الفاروق بجماله، ورفع صوت الحق بجداله؛ عزت (أم الكتاب) بحماسته، وخربت دار الباطل بنظرته، وحيت أرض البنجاب بأنفاسه، وتلألأ صبحنا بشمسه، عاشق وهو رسول للعشق سيار، تتجلى، من جبينه للعشق أسرار.
أقص عليك من أنبائه عبرة، فأطوي بستانا في زهرة:
ورد لاهور شاب من أهلمرو مرير القوى، فأمّ حضرة السيد الرفيع ليقشع بشمسه ظلمات