للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

من الأدب السويدي

الدوار المسحور

للقصصية السويدية سِلما لاجرليف

ولدت السيدة سلما لاجرليف في ٣٠ نوفمبر سنة ١٨٥٨ بمدينة مارياك من أعمال فرملاند، واشتهرت بأقاصيصها القيمة، ونالت جائزة نوبل في الآداب لسنة ١٩٠٩ ولا تزال حية

كلما تحدثت عن (بلاد الفير) والناس الذين يعيشون فيها، مر بخاطري حكاية قديمة لقروية خرجت صباح يوم إلى المرعى لتحلب أبقارها. ولما لم تجد الأنعام في المكان الذي اعتادت الوقوف فيه منتظرة إياها، اضطرت إلى أن تتوغل في الغابة باحثة عنها. غير أنها ضلت الطريق

وكانت القروية قبيل أن تخرج من دارها قد ضاق صدرها فلما لم تجد الأبقار ساءت حالها. وبينا هي تشق طريقها بين الأعشاب والحشائش والنمام باحثة عن بقرها، كانت تفكر في حياة السأم التي تحياها، وأنه لا أمل مطلقاً في تبديلها. نعم، أنها تميل كل الميل إلى زوجها، ولكنه أبصرت أن زوجها لم يبق له صبر على العمل إذ تقدم سنه، كما تقدمت هي أيضاً في السن. وهي بطبيعة الحال تميل إلى مزرعتها، فقد ولدت في كنفها وشبت

ولكن ليس لها ان تغض عينيها على صغرها وقيمتها التي لا تشرف. ولا يمكن مقارنتها بالمزارع الواسعة الفخمة الواقعة هنالك حول الكنيسة. ويزيد على ذلك ان مزرعتها تقع في قلب الغابة حتى أن الإنسان لا يرى طوال الأسبوع ادمياً غير من بالدار. أما هؤلاء الخدم فهي لا تريد أن تنسب إليهم ما لا يشرفهم، ولكن الله يعلم أنهم كانوا كسالى مهملين إلى حد فيه الكفاية

وعندما استيقظت في ذلك النهار قالت لزوجها إنه لابد لهما من بيع هذه المزرعة التي تقع وسط الأحراج، وأن يستبدلا بها أخرى توفر لهما معاشهما دون كبير مشقة ولكنه لم يرغب في الاستماع إلى شيء من هذا. وذلك ما أغضبها إذ الحق كلن دون شك في جانبها

<<  <  ج:
ص:  >  >>