تستعد الأمم المقاتلة للحرب في المدرسة كما تستعد لها في مصانع الذخيرة والسلاح، فليس من النافع منع التسليح أو قصره على مقدار مرسوم إذا لم يكن مقترناً بمنع الأسلحة الفكرية والعدد الخلقية التي تتحفز أبداً للحرب ولا تستريح طويلا إلى عهد السلام
هكذا يقول الفيلسوف الرياضي الكبير (برتراند رسل) في مجلة (الفورتنتلي) من مقال عن الجامعة العالمية أو عن التعليم العالمي الذي يمحو العصبية ويهيئ العقول للسلم والمعاونة بين الأقوام والأجناس والأوطان
وبرتراند رسل كما يعرفه قراؤه رجل من أقدم دعاة السلم بين كبار الحكماء والعلماء، وكانت دعوته إلى السلم في إبان الحرب الماضية سبباً لحبسه وتغريمه وانقطاعه عن التعليم
فهو الآن يتأهب لدعوة جديدة من طريق جديد، وتلك هي طريق التربية العلمية التي ينبغي أن تعم جميع الطلاب في جميع الأوطان، وأن يكون لها غرضان مقترنان ولا تكتفي بغرض واحد ينحصر في العلم والمعرفة (الأكاديمية) كما يسميها. فإنما الغرض الأكبر أن يكون التعليم على نهج يؤدي إلى تعميم السلم وحسم بواعث القتال، خلافاً للنهج الذي سار عليه حتى الآن في معظم البلدان
قال:(من الواجب أن تكون للجامعة المنشودة وثيقة تشتمل على حقوق مرعية تقضي فيما يتعلق بالأساتذة والطلاب على السواء أن تفتح أبوابها لجميع الأجناس وجميع الأديان وجميع الآراء السياسية؛ ما عدا تلك التي ترفض المعاونة العالمية، إذ هي لن تفلح في دعوتها العالمية إن أخفقت في تحقيق هذه الشريطة، ولكل رجل أو امرأة على استعداد علمي أن يدخلها فلا يحول بينه وبين دخولها لونه الأصفر أو لونه الأسمر أو لونه الأسود، ولا إنه من بني إسرائيل أو من البوذيين أو المسلمين أو الهندوكيين، بل لا يجوز فوق هذا أن يحول بينه وبين دخولها إنه لا يؤمن ببعض العقائد والمقررات كائناً ما كان)
وعنده أن ما جرى عليه العرف حتى اليوم يناقض هذه المساواة العالمية حتى في تدوين تواريخ العلوم. فالقاعدة التي تعرف عند الإنجليز باسم قاعدة بويل تسمى قاعدة مارييت بين