الفرنسيين، ويذكر الكتاب الإنجليز أحياناً أن بريستلي هو كاشف الأوكسجين، وفي ذلك غبن للعالم لافوازييه. ويميل الرياضيون الألمان إلى اعتبار جاوس مؤسساً للهندسة (غير الإقليدسية)، وقد أسسها في الواقع لاباتشفسكي الروسي. وطالما اختلفت الكتب الإنجليزية والأمريكية في الكلام على اختراع زورق البخار، إلى اختلافات أخرى من هذا القبيل أشهرها الاختلاف بين نيوتن وليبنتز على اختراع حساب التفاضل والتكامل مما عاق جورج الأول عن اصطحاب ليبنتز عند قدومه إلى البلاد الإنجليزية وما جر إليه ذلك من تعطيل الرياضيات في هذه البلاد قرناً من الزمان أو يزيد
ويقول الفيلسوف:(إن الأمم الكبرى جميعاً على تفاوت في الدرجة تزيف التاريخ وتتعرض له بالتمويه والتعديل. فحركة العصيان الهندية يتعلمها الأطفال الإنجليز من وجهة نظر واحدة، والواجب في الجامعة العالمية أن تعطي وجهة النظر الهندية من الرجاحة ما تعطاه وجهة النظر الإنجليزية. وكذلك يجب عند شرح تاريخ الحرب الإسبانية الأمريكية أن تلاحظ الحيدة المستقلة بين أسبانيا والولايات المتحدة. وهذه وما شابهها نقائص لا تسلم منها أمة واحدة في العالم بأسره ولكنها أسوأ ما تكون في ألمانيا وإيطاليا واليابان)
إلى أن يقول:(إن هيجل في فلسفته التاريخية يرى أن (الروح) الذي يسيطر على عظائم الحوادث يتجسم تارة في هذه الأمة وتارة في تلك، وأن كبار الرجال الذين يختارهم ذلك الروح المسيطر على الحوادث لبلوغ غايته هم أناس مرفوعون فوق قوانين الأخلاق والآداب على مثال الإسكندر وقيصر. وقد اختار الروح أمة الجرمان لتحقيق ما يريد في عصرنا هذا)
وبعد أن شرح الفيلسوف الرياضي الكبير نظام الإدارة ونظام التعليم وتحضير الكتب للدراسة في الجامعة العالمية قال:(إن الدعوات الوطنية إنما نجحت في الأغلب الأعم لإحساسهم أنها تجري مع المصالح الوطنية في مجرى واحد. فإذا أريد للنظرة العالمية الجديدة أن تفلح وتؤتي ثمرها فمن الضروري أن تتمثل للناس موافقة للمصالح الوطنية على ذلك المنوال)
وهنا تتلاقى آراء كثيرة قد تتشعب وتتدابر في غير هذا الملتقى الواضح المأمون من جميع نواحيه