قرأت مقالك يا سيدي عن الجامعة فحرك في نفوسنا خواطر طالما تمنينا تحقيقها، وأحيا في قلوبنا آمالاً كثيراً ما راودتنا في أرحامنا نحن أبناء الأزهر الذين ما زلنا تقف بباب الجامعة نسألها بصيصاً من نور العلم وقطرة من بحار العرفان، نحن أبناء الأزهر الذين ما فتئنا إلى الجامعة على أنها الفاكهة المحرمة. . . نحن أبناء الأزهر الذين ما زالت الجامعة تحوم عليهم دخول حرمها المقدس والوقوف أمام هيكلها الحرام إلا إذا لبسوا لها أردية (الثقافة) ومسوح (التوجيهية). . ونحن أبناء الأزهر الذين ما زلنا ننظر بعين الشرق العربي من لبنانيين وسوريين وعراقيين وحجازيين وقد فتحت لهم أبوابها على مصا ريعها واحتضنتهم في رفق وحنان ويجول في خواطرنا في تلك اللحظة بيت شوقي الخالد:
إحرام على بلابله الدوح ... حلال للطير من كل جنس
ولئن كانت جامعة فؤاد قد شمخت علينا بأنفها فقد كانت - وما زالت - هناك جامعة قد ربتنا في حرها وأرضعتنا من لبانها كل مقدس طاهر إلا وهي جامعة (الرسالة) الحبيبة فلطالما نهلنا من بلاغة (الزيات) ورشفتا من بيان (عزام) وحلقنا في سماء خيال (الرافعي) وبتنا نصغي لأسماء زكي مبارك وأحاديثه ذات مشجون. . .!!
وبعد فهل آن الأوان يا سيدي لشيخ الجامعات ألا زهري النشأة أن بقي ببعض ما عليه لأبناء الأزهر فيأمر بالسماح لنا بدخول المعبد المقدس والصلاة فيه وهو الأمر المطاع؟ أم أنه سيترك هذه البلابل تنوح على الخرائب والأطلال وأمامها الأيكة وبجوارها الدوح. .؟ أمل الغد بالحكم عليه وإن غداً لناظره قريب.
معهد قنا
هارون المنيفي
استغفر من ذنب لست أعرفه
أوقفتني كلمة أستاذي فضيلة الشيخ عبد الجواد رمضان - التي شرفني بها في عدد الرسالة ٨٩٦ في تلك الحيرة التي أخذت نفسي من جميع أقطارها ولم يستطع ذهني أن يتبين وجه