الرأي فيما آثار من ينوء كاهلي بأياديه؛ ما الذي يا ترى آثار غضبه؟ إلا أني تناولت مشكلة تناولتها عشرات الأقلام؟ إلا أني رأيت رأيا يعرضه صاحبه وكان عندي ما يخالف هذا الرأي فأعلنته بكل أدب؟ إلا أني حاولت أن أعرض بعض ما انتفعت به من دراسات تربوية ونفسية على أعلام التربية وعلم النفس في الشرق عن الطريق المباشر بأخذي عنهم وغير المباشر عن طريق مطالعاتي لمؤلفاتهم؟ كنت انتظر ما ينتظره كل طالب من أساتذة لو كان في هذه الكلمة مالا تهضمه قواعد المنطق، ولا ترتضيه سلامة الذوق، ولا تستدعيه روح العصر في رأى أستاذي أن يقوم ما فيها بالأسلوب العلمي فخير ما يقدم في ميدان الرأي هو المنطق الأسد لا العاطفية الثائرة.
أما أن يعلن سخطه علي زججاه مني فقط فهذا هو للظلم الذي اقف أمامه مكتوف الأيدي لا اعرف لي ذنباً استغفر منه. هذا هو الجانب الموضوعي، أما الجانب الشخصي فلا داعي لإثارته لأنهيعنى ولا يهم غيري وغير أستاذي وسأكون عند حسن ظنه دائماً.
المعترف بالفضل
محمد عبد الحليم أبو زيد:
من علماء الأزهر الشريف
في أدب الدعابة:
أستاذنا الجليل (عبد الجواد رمضان) دقيق السمت رقيق الحاشية، بارع النكتة، رائع اللمحة، وله فهم متفرد في الأدب، أخذناه عنه، ولا زلنا نعمل في ضوئه، ونسير على هديه.
إنه يعتز بأزهر ته على أوسع نطاق، لكنه (متحرر) الفكرة، مستقل الرأي، وحيد المنظرة، ويرى - بحسب ما عرفنا - أن (الجامعية) في الدراسة ليست في المحاضرة الخاطفة التي تجمع الإلمامة الشاملة، وإنما انطلاق الفكر مع الاحتفاظ (بالحرفية) يعطى منى الدراسة الصحيحة!
ولقد كان ينزع إلى (النصوص الليمة) يدعم بها دراسته القويمة، ويرى الاكتفاء فيما بين الصفحات قصوراً وتقصيراً؛ فلا بد من الموزانة العادلة والانئاد الحكيم، والمنطق المفصح!