تحت السير اقتفاء السمة التي كانت متغلبة على الآداب في
القرون الماضية، وما زالت كذلك إلى أن أتاح الله لها من
يوجهها الوجهة الصادقة فنهضت من كبوتها نهوضاً تجلى
آثره في أدب الكهول اليوم كما اتشح به أدب الشباب. والفضل
في ذلك يعود إلى زعيم النهضة الأدبية السيد أبو بكر ابن عبد
الرحمان شهاب العلوي الموجود سنة ١٢٦٢هـ والمتوفى
سنة١٣٤١ هـ.
وهذا ما حدا بنا لدراسة أدبه دراسة مفصلة وهذه الكلمة من إحدى لبنات هذه الدراسة أخص بها (الرسالة) الغراء).
ما اهتزت ربوع الوطن الحضرمي كاهتزازها للثورة الفكرية التي امتد سناها على وادي ابن راشد أن لم نقل تجاوزته إلى الأماكن الأخرى.
اجل هكذا انبعثت في حضرموت روح النهضة العلمية في القرن الثالث عشر الهجري فسطع تاريخها بإعلام لهم فوق مكانتهم العلمية المرموقة مكانة الزعامة السياسية والاجتماعية والإصلاحية والاقتصادية، وكل هذه قيم عظيمة تستدعي من المؤرخ المنصف الوقوف أمامها وقفه الخاشع ليتهيأ له إصدار الحكم عنها بعد نفاذ الفكر والتحليق به فوق مراميها، وبذلك ينير السبيل للتاريخ، وهو في أمان من أن يطغي الحكم في ناحية فيمس النواحي الأخرى.
ومن شأننا في هذه الكلمة أن نلم بالموضوع إلمامه وجيزة ندرك بها تاريخ العصر الذي نشأ فيه شاعرنا الشهاب العلوي ومعرفة مقدار الأثر الذي تركه في أدبه وميوله.