للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب والفن في أسبوع]

للأستاذ عباس خضر

افتتاح مؤتمر المجمع اللغوي:

احتفل مجمع فؤاد الأول للغة العربية يوم الاثنين الماضي بافتتاح مؤتمره السنوي الذي يجمع كل أعضائه من شرقيين ومستشرقين. وقد افتتح الحفلة معالي الدكتور طه حسين بك وزير المعارف بكلمة موجزة قال فيها إنه - باعتباره وزير المعارف سيعين على أن تنفذ أعمال المجمع وتتم مشروعاته، وأن هذا هو ما يود أن يقوله الآن متوخياً الإيجاز، أما الحديث عن اللغة العربية وسلامتها ونمائها وما إلى ذلك مما يتعلق بأغراض المجمع فهو حديث معاد أربأ بكم عن سماعه وأربأ بنفسي عن تكراره، ثم حيا معاليه حضرت الأعضاء وأعرب عن رجائه أن تكون هذه الدورة خصبة كالدورات الماضية.

ثم ألقى الأستاذ محمد شوقي أمين كلمة الدكتور منصور فهمي باشا كاتب سر المجمع، وقد تحدث فيها عن المحاضرات التي ألقاها الأعضاء في المؤتمر الماضي حديثاً مجملاً، وأشار إلى الصعاب التي يلاقيها المجمع للنهوض بأعبائه، والناشئة من ضيق ميزانيته، ثم قال: على أنه مهما يكن من صعاب تحد من نشاط المجمع فإن آثاره الحميدة تجد سبيلها موصولة ممهدة في محيط التعليم وفي البيئات الثقافية في مصر وغيرها من بلاد العروبة، ثم تحدث عن نشاط المجمعيين واتجاهاتهم، وقال: إن المجمعيين يتلاقون عند عاطفة كريمة تملك عليهم مشاعرهم وهي الاعتزاز بهذه اللغة وشمولها بكثير من التقديس والإجلال، وذلك نتيجة لتأثير وراثي عريق أنحدر عن الأسلاف، تضاف إليه عوامل اليقضة والتوثب إلى الحياة ومجاراة التطور. إلى أن قال: وإن هذه اللغة بخصائصها الجوهرية وأصولها الموحدة، لتمتد في الماضي وتشيع في الحاضر وترنو إلى المستقبل على صور يتقارب بعضها من بعض وينزع بعضها إلى بعض، وتلك ميزة للغة العرب لا نعرفها لغيرها من اللغات، وهي في ذلك أشبه بشجرة قوية مباركة حية تتشابه أصولها وفروعها وغصونها، وإن لغة هذا شأنها وتلك حالها خليقة بالتمجيد والتقدير.

وألقى بعد ذلك الأستاذ عبد الفتاح الصعيدي بحثاً للدكتور أحمد أمين بك في (أخذ اللغة من القبائل) وصل فيه من تعدد لغات قبائل العرب إلى الحديث المستفيض عن الترادف، ذاهباً

<<  <  ج:
ص:  >  >>