للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

إلى أن هذا الترادف لا فائدة له إلا في التزام القافية بالشعر، ورأى أن هذا الالتزام لم يعد ضرورياً إزاء المصطلحات الجديدة التي يجب أن تحل في اللغة محل المترادفات الكثيرة. وأرجو أن أتوسع في تلخيص هذا البحث القيم في فرصة مقبلة.

وأعقب ذلك الأستاذ الشيخ عبد القادر المغربي، فألقى كلمة طريفة ظريفة، جعل موضوعها (تنازع اللغات في طائفة من الكلمات) وقد أستطرق إلى هذا الموضوع من حديث عن جماعة من المصريين الوطنيين لجئوا إلى (الكلية الصلاحية) بالقدس، حيث كان الأستاذ مع الشيخ عبد العزيز جاويش في إدارة تلك الكلية، وذلك أنهم تناولوا في بعض أحاديثهم السياسية (قنال السويس) فقال بعضهم عن كلمة (قنال) فرنسية ولفظ (الترعة) العربي أفضل منه وأكرم عند الله. . فرأى الأستاذ المغربي أن (القنال) عربي أصله قنا البحر أو قنا الماء، وقنا جمع قناة بمعنى مجرى الماء، فنحتوا من قنا الماء (قنال). وأتى بعد ذلك بكلمات أخرى تتنازع عليها اللغات، وقال: فلنرجئ الكلام عليها وتحرير النزاع فيها إلى إحدى جلسات المجمع العادية على أننا مهما تسامحنا في عروبة تلك الكلمات لا يحسن أن نتسامح في عروبة (القنال) لظهور أدلتنا على عروبته، فلنتمسك بحقنا فيه مهما كلف الأمر.

وكانت كلمة الختام للمستشرق الألماني (ليتمان) وموضوعها (الأدب الشعبي) قال فيها إن الأدب الشعبي المصوغ باللغة العامية لم يكن عند علماء أوربا موضع عناية واحترام، حتى جاء العالم الألماني (هردر) في القرن الثامن عشر، فاهتم به لأنه يدل على باطن الإنسانية، واتصل منذ ذلك الحين الاهتمام بالآداب الشعبية وصار لها موضع في مقارنة الآداب. وقال الأستاذ ليتمان - إنه خلال زياراته لمصر - جمع كثيراً من نصوص الأدب الشعبي، كالقصص المتداولة بين العامة، والأزجال، ونداءات الباعة والمسحرين، ونواح الأمهات على أبنائهن. . الخ وأنه جمع كل ذلك وكتبه بالحروف اللاتينية، وترجم كثيراً منه إلى اللغة الألمانية.

أغنية (غفاة البشر):

قالوا ستغني أم كلثوم أغنية جديدة مختارة من شعر عمر الخيام. قلت: لماذا تجشم نفسها مشقة الإغماض عمن حولها وما حولها، والبحث في لفائف الزمن عن شعر الخيام؟ أهي مغرمة بالراحلين من ذوي الأسماء الكبيرة، وقد يقع اختيارها بعد ذلك على طاغور مثلاً،

<<  <  ج:
ص:  >  >>