١ - أشكر عظيم الشكر لحضرة اللوذعي المفضال الأستاذ دريني خشبة تفضله عليَّ (بالفاضلية والمحبوبية) وهو بهما أجدر مني وأليق
٢ - أرجو من حضرته ألا يزجني في معركة وحدة الوجود لأني لا أصلح جندياً فيها. وما تعرضت لها في العدد السابق من الرسالة إلا لأنني كنت أود حقيقة أن أعلم ماذا يراد بوحدة الوجود
٣ - أرجو من الأستاذ دريني أن يراجع ما قلته في مقالي السابق لكي يتحقق جيداً أني لم أقل إن مقاله الثالث زاد النظرية غموضاً: بل قلت بكل وضوح وصراحة لا تقبل التأويل، إن ما سرده من نظريات فلاسفة اليونان زاده غموضاً لأنها سلاسل سخافات كنشوء الكون من الرطوبة الخ. فهي لا تستحق أن يستشهد بها ولا يستفاد منها شئ لتعريف وحدة الوجود. لذلك أرجو منه أن يصحح عبارته لكيلا يفهم القراء أني نسبت إليه قولاً لم يقله
٤ - فهمت من كلمة (الوجود) الكون المادي، لأن ما استشهد حضرته به من أقوال فلاسفة اليونان يدل دلالة صريحة على أن هؤلاء الفلاسفة عنوا بالوجود أصله المادي لا غير. كذا فهمت. وهو واضح من قولي (إذا كان المراد بوحدة الوجود أن الكون كله من ذرات وأجسام نشأ من هيولي واحدة الخ. فهو ما أثبته العلم الحديث الخ). فعن الوجود المادي تكلمت، وهو الذي عنيت، وطبيعته قصدت. ولذلك لا أسلم بهيولي أخرى غير هيولاه ما دمت لا أحس بهيولي أخرى. ففي عقيدتي أن كل ما أحس به بإحدى حواسي هو من طبيعة هذا الوجود الهيولي ولا غيره. وما وراء الطبيعة لا أحس به إذن فليس هو من الوجود المادي. ولذلك قلت إنه لا شئ وراء الطبيعة المادية. أما إذا كان وراء الطبيعة شئ آخر وهو الروح فهو وجود غير مادي، غير طبيعي. ولذلك تنصلت من التعرض له
٥ - أما قول أستاذنا الفاضل دريني إن القضية قضية إسلامية فأقول بشأنه أني لم أنازع في هذه القضية ولن أنازع على الرغم من أن قضية نسبة الوجود إلى الله (رب العلمين) ليست إسلامية بحتة بل هي قضية عالمية ولا تحتكرها أية أمة دون أخرى. على أني لا أتعرض لها بأي حال