للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة العلم]

تضارب في الرأي يؤدي إلى كشف خطير

للدكتور محمد محمود غالي

من الفكرة الشيئية إلى فكرة الأثير - هجرة العلماء الفكرة

الشيئية واعتناقهم الفكرة الحديثة - تجربة (ميكلسون) والأثير

- هجر العلماء الفكرة الحديثة وترددهم فيها - تطور يتفتح

عن تعديل في الميكانيكا النيوتونية - لا تعديل في الضوء

نرافق القارئ في مرحلة من العلوم تضاربت خلالها الآراء، تلك المرحلة التي حاول الإنسان فيها أن يفهم الظاهرة الضوئية، ويتعمق في معرفة كنه (الفوتون)، وهو الذرة التي تتكون منها الأشعة على اختلاف أنواعها، والتي كانت عند (نيوتن) جسيما صلباً، وعند (فرنل) موجة، وهي اليوم عند (دي بروي) جسيم وموجة مستصحبة له، وقد شرحنا للقارئ النظرية الشيئية للضوء التي أسسها (نيوتن) والتي موجزها في أن الضوء مكون من جسيمات صغيرة مقذوفة في الحيز في خط مستقيم وبسرعة كبيرة، وذكرنا أن ظواهر الضوء الهندسي من تكوين ظلال الأجسام عند وضعها أمام منبع ضوئي ومن انكسار الأشعة الضوئية عند اختلاف نوع المادة التي يخترقها الضوء، يجوز تفسيرها بالنظرية الشيئية النيوتونية، وعرضنا للقارئ ظواهر أخرى للضوء مثل ظاهرتي التداخل والاستقطاب اللتين كشف إحداهما أيمكن تفسيرها بالنظرية الشيئية المتقدمة، ويمكن ذلك باللجوء إلى فكرة فرضية، فكرة أثيرية أسسها الرياضي (ويجانز) والمهندس الطبيعي (فرنل) ونذكر للقارئ اليوم أن ظاهرتي التداخل والاستقطاب لم تكونا وحدهما سبباً لهجر الفكرة النيوتونية واعتناق المذهب الأثيري، بل إن ثمة ظاهرة أخرى من أهم الظواهر المعروفة وهي ظاهرة (الحيود) في الضوء يتيسر تفسيرها أيضاً باللجوء إلى فكرة نيوتن، وأمكن تعليلها بالنظرية الأثيرية أو الموجية المتقدمة، وتتلخص هذه الظاهرة في أنه قد ثبت بالملاحظة، عند ظروف معينة، أن الضوء لا يسير في خط مستقيم كما هو المعتقد منذ

<<  <  ج:
ص:  >  >>