للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[ذرة لا تميزها العين]

(كادت تجارب الذرة أن تجعل الأرض كرة ملتهبة من

الغازات)

للأستاذ فوزي الشتوي

لدمار العالم أم لعمرانة؟

قبل أن تنشب الحرب بفترة وجيزة وقف لفيف من العلماء أمام مدفع تحطيم الذرة في جامعة كولومبيا يستعدون لأخطر تجربة. ومن يدري بما سيحدث لو انطلقت آلاته؟

استولى الرعب على كثير من العلماء فقالوا: أنه دمار العالم. فلن تمضي دقائق أو ثوان حتى تكون الأرض كلها كرة غازية ملتهبة لا أثر فيها لإنسان ولا لحيوان ولا نبات ولا جماد. ولكن العلماء لا يريدون إلا تحطيم ذرة واحدة من معدن الأورانيوم. ولكنهم يخشون القوة المنطلقة من هذه الذرة فتفجر ما حولها من ذرات وهذه تفجر ما يليها من أجسام وهكذا دواليك في سلسلة تكتنف الكرة الأرضية كلها وتبيد كونها.

وتمت التجربة وسلمت الأرض؛ فإن سلسلة الانفجارات الذرية لم يحدث. وربما تكون قد حدثت ولكنها لم تستمر أكثر من واحد على مليون من الثانية. أما السبب فكان عدم الدقة في إجراء التجربة. ولو كانت دقيقة لأبيد العالم كله ولتفجرت كل ذرات قطعة الأورانيوم فانسابت قوتها تفتك بالعالم.

الذرة

فما هي الذرة وعلى آية قوة تسيطر؟

فما الذرة فهي وحدة الجزيء. وهو بدوره أصغر وحدة في المادة، وهي شيء نظري لا وجود له في الواقع الملموس وأصغر مادة تراها بعينك تتألف من ملايين الذرات. وهي في جميع المواد التي تلمسها مجموعة من الكهارب بعضها موجب وبعضها سالب. ويسمى الكهرب الموجب بروتون ومنه تتألف نواة الذرة. وحول هذه النواة كهارب سالبة تسمى إلكترون.

ويترتب على عدد هذه الكهارب خواص المعدن أن كان حديداً أم نحاساً أم ذهباً. فالكهارب

<<  <  ج:
ص:  >  >>