واحدة ولكن اختلاف عددها هو الذي يحدد نوع المعدن. ومن ثم نشأ الاعتقاد العلمي بإمكان تحويل الحديد أو القصدير إلى ذهب. وقد فشلت جميع التجارب في هذا السبيل لأن العلماء فشلوا حتى الآن في التغلغل في الذرة وزيادة كهاربها أو تقليلها.
والبروتونات أو الكهارب الموجبة التي تؤلف نواة الذرة أثقل من كهاربها السالبة وإن كانت أصغر منها في الحجم. ويساوى وزن بروتون واحد وزن ١٨٤٥ إلكترون، وفي المنطقة الخارجية مجموعة من الكهارب السالبة الدائمة الحركة حول النواة. وإذا زاد عدد الكهارب السالبة أو الموجبة في الذرة فانه يسمى أيونا.
مائتا مليون فولت
وقدرت جامعة كولومبيا في أمريكا، وهي المعهد الذي تولى القيام بهذه التجربة، مقدار الطاقة الذرية التي نتجت عن تجربتها بمائتي مليون فولت أو ما يكفي لإضاءة مدينة كاملة جزء من الثانية، كما أن قطعة الأورانيوم وهو من أصلب المعادن المعروفة تفتتت إلى ثماني عشرة قطعة صغيرة.
والطريقة التي اتبعتها جامعة كولومبيا في تجربتها هي استخدام كهارب خاصة اسمها (النيوترون) تنطلق من مصادرها على مركز الذرة فتخترق تحصيناتها وتستقر في نواتها (الكهارب الموجبة) وعندئذ يبدأ الاضطراب في الذرة وتصيح مثل أنبوب من المطاط والينا ملئه بالهواء فوق طاقته فيجب أن يتخلص من بعض محتوياته أو ينفجر وهو ما يحدث في الذرة التي ترسل طاقتها.
وربما كانت سرعة الطاقة المنطلقة هي السبب الذي أنقذ الأرض من الدمار في هذه التجربة؛ فإن النيوترون الأصلي الذي يحطم الذرة يسير بسرعة أقل من السرعة التي ينطلق بها نيوترون الذرة المحطمة، ولهذا فإن الأخير يمر على الذرات الأخرى ولا يفجرها وهو في ذلك مثل حبة الحصى التي يريد الطفل أن يدخلها في الحفرة على الأرض. فإن قذفها بقوة مرت من فوق الحفرة حتى لو أجاد التصويب. ولكنه لو دحرجها بلطف فإنها تستقر فيها.