وأثبتت التجارب أن النيترونات مهما كانت ضعيفة فإنها تستطيع فخر أقوى الذرات وأثقلها لأن كهاربها الموجبة والسالبة متعادلة.
وفحص العلماء بقايا الأورانيوم التي فجرت في كل أتجاء فوجدوا أن وزنها الذري تغير مما يدل على أن عنصراً جديداً طرأ على ذراتها وأنها أصبحت معادن أخرى؛ فبعد أن كان وزنها الذري ٢٣٨ (وزن الأورانيوم) أصبح وزن بعضها الذري ١٣٧ و ٢٢٠
ولسنا نستطيع التكهن بما اكتشفه العلماء بعد ذلك من خطوات حتى توصلوا إلى القنبلة الذرية؛ ولكن الثابت أن تجربة جامعة كولومبيا وما وليها فتحت آفاقاً واسعة أمام العلم ومهدت لاكتشاف القنبلة الذرية التي نرى من المعقول جداً إلا يتجاوز حجمها حجم البيضة لتدمر بضعة أميال من سطح الأرض.
وإن كبرت القنبلة عن لك في مظهرها الخارجي فإنه في الغالب حجم الغلاف الذي يجب أن تتوفر فيه أدوات خاصة لإجادة التصويب ولمقاومة طبقات الهواء وتياراته وأداة فجر القنبلة نفسها. ومجرد فجر مجموعة من الذرات يحدث درجة حرارة بالغة الارتفاع تحدث ضغطاً جوياً عظيماً يدمر كل ما حوله، فضلا عن إشعاله للنيران في المواد القابلة للالتهاب ولو كانت خشباً.
وربما كان اكتشاف القوة التدميرية للذرة هو أبسط أسرارها. والمهم أن يعرف العلماء كيف يسيطرون على هذه الطاقة ويستخدمونها في أعمال منتجة. وقد قال أحد العلماء: إن مصنعاً واحداً لإنتاج الطاقة الذرية يكفي لتغذية بريطانيا بكل ما تحتاج إليه من وقود وقوى محركة.
ولقد فتح هذا الكشف آفاقاً بالغة السعة أمام العلم، وسنسمع في كل سنة اكتشافات متعددة تؤسس كلها على الذرة وأسرارها؛ فأمام العلماء شعب لا حد لها وأولاها السيطرة على الطاقة الذرية وتوجيهها، وثانياً خواص الذرة نفسها مما سيؤدي إلى تحويل معدن إلى معدن آخر. ومن يدري، فقد تستغل الكهارب الجوية في صنع المادة؛ فالعالم كله مجموعة من الذرات.