إن ابتغاء صاحبي منصرف إلى ضرورة تصوير حقائق الحياة في ألفاظ، ومعان، وعبارات؛ فقد وقر في نفسه توقير البيان، وهمي على وقدة ثورته غيث الغوث مما يعاني من ضيق يشغل باله، وحزون مضايقات تعقد حزنه!
جاءني هذه المرء في تأفيف الضجر، وهو ينفخ في موقد غيظه؛ فحسبت أن أمرا عقيما التاث عليه عقمه، أو حادثاً مفاجئاً أذهب باتئاد صبره، ورأيت التثقيل عليه في المساءلة قد يدعوه إلى البرم بي؛ فخففت ولم استخف، وما زحته من دون أن أسف. ثم قلت: ماذا دار في فلك دولتك هذا اليوم؟
قال وقد لمعت في عينيه بوارق غضب: يحسبك الناس على انطوائك غير بصير لكنك تحب المشاغبة الساكنة، والإغاطة الساهية، وترسل القولة معربدة في حيائها، وهذا ما يجعلك معقدا في اعتقادي.
قلت: لا يعقد نفسه إلا (البسيط) وأحسبك تعلم أن حر النار قد يكون تحت رمادها، ولست على ما ترى، غير أن كثرة التعرف على الطبائع يعطي المرء حاسة الخبرة، ويوقفه على دقائق النفوس؛ فالبله أو التباله فيه شيء من الفطنة، كما أن مدعى الصمم يعرف رأى الناس فيه حينما يهمس الجبن في أذن النفاق، ويتكشف الواقع من بين صفاقه الإبهام!
قال: كأنك تقر اعتقادي في أنك داه بدهائك.؟
قلت: قبح ذو الدهاء المسخر عقلة للسخرية من الناس!.، وجمل ذو الفطنة الذي يفطن إلى الأمور من دون أن يفطن أليه أحد.
قال: أما قلت لك: إن تلاعبك باللفظ يستر ألاعيب نفسك؟
قلت: إن الحياة في عرف الحكماء ألعوبة، وعند اللاهين أرجوحة، ولدي القانعين دمية، وفي مرأى المخدوعين امرأة حسناء، وعند الشعراء رجاء مضيع، ولدي البخيل صديق ودود لا يخون عهده ولا يمنع رفده، ولا يقطع رده!
قال في سرور ساذج: لقد أتيت بما أردت؛ فقد دار في فلك دولتي كما تقول خاطر نحو