أتممت قراءة (أخبار أبي تمام لأبي بكر الصولي) وأثنيت من جديد على اللجنة المؤلفة من رجال الجامعة ورجال المعارف لتنظيم هذه المسابقات بمثل هذا النظر الدقيق
قضيت في قراءة هذا الكتاب سبع سهرات هي بداية كريمة لسهرات العام الجديد، ومن هذا الكتاب عرفت أن الأستاذين العظيمين خليل محمود عساكر ومحمد عبده عزام قد استطاعا تكوين قسم خاص بمكتبة الجامعة المصرية يشتمل على جميع ما أمكن الوصول إلية من المؤلفات التي عنى مؤلفوها بأبي تمام العظيم
وليس من الجديد أن أعرف الأستاذ محمد عبده عزام، فقد عرفته قبل سنين طوال، وأنا أستكثر عليه أي فضل، فهو أهل لكل فضل، وإنما الجديد هو التفاتي إلى الأستاذ خليل محمود عساكر، وأنا أذكر أني التفت إليه قبل قراءة هذا الكتاب، فليتقبل مني أصدق الثناء
وعلى غلاف الكتاب اسم الأستاذ (نظير الإسلام الهندي) بدون أي مجهود ظاهر يستحق وضع اسمه على الكتاب، ولكني بعد التأمل رأيته صحح لفظة كانت تحتاج إلى مهارة في التصحيح، وأنا أرى أن تصحيح لفظة واحدة عمل من أجل الأعمال؛ فقد انقضى زمن الأحجام والأوزان والمكاييل!
من هذا الصولي
معرفتي بأبي بكر الصولي قديمة العهد، فقد كان صاحب الفضل في أن أعرف مؤلف (الرسالة العذراء) يوم ثار الخلاف بيني وبين أستاذي مرسيه تحت أروقة الكولليج دي فرانس
وكان مثار الخلاف أن نسبة الرسالة العذراء إلى ابن المدبر ليست موضع يقين
إشارة واحدة في كتاب (أدب الكتاب للصولي) دلتني على أن لبن المدبر هو مؤلف الرسالة العذراء